سعد بن عبدالقادر القويعي
ما يجب أن يعلمه القاصي، والداني، أن تلاحم الجبهة الداخلية بكل مكوناتها الوطنية، ووقوفها بقوة خلف قياداتها السياسية أولوية شرعية، وهدف أسمى. وبقدر ما يكتسب هذا التلاحم أهميته الفائقة في الأحوال العادية، فإنه يزداد أهمية،
وضرورة في الوقت الراهن؛ بسبب طبيعة الصعوبات، والتحديات الكبيرة التي يواجهها الوطن - في هذه المرحلة -، وهو يضعنا أمام مسؤولية دعم الوطن، والوقوف خلفه صفاً واحداً فيما يواجهه من أخطار، وتحديات كبيرة.
تريد قوى الاستكبار فتنة في المنطقة، لا تبقي، ولا تذر، وذلك باستخدام معايير انتقائية، وحجج داحضة؛ لكن الله رد كيدهم في نحورهم. فمخططاتهم القذرة، وهجمتهم الشرسة جزء من إستراتيجية، يهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، ضمن سياق مشروع «الشرق الأوسط الكبير»، والفوضى الخلاقة في المنطقة. وهي تعد - اليوم -؛ لرسم خرائط جديدة، ذات كيانات ضعيفة في منطقة يسودها الكيان الصهيوني، يراد منها - مع الأسف - إعادة تشكيلها بما يتناسق مع المتغيرات الاستراتيجية في اللعبة السياسية، - من خلال - إذكاء نار الفتنة، وأثارت النعرات الطائفية، والمذهبية، والعرقية، والعنصرية بين الشعوب في دول المنطقة بدعم، وتمويل أطراف عدة، وجماعات متطرفة متعددة داخل تلك الدول.
راهنوا على الفتنة، والعصبية؛ لإثارتهما، وإحداث فوضى في النسيج الاجتماعي العام، وخلط الأوراق؛ من أجل تحقيق مآربهم، وخدمة لأهدافهم، وتطلعاتهم، فما زادتنا تلك المؤامرات إلا التصاقاً بديننا، وهويتنا، والتحاماً بقيادتنا، وولاة أمرنا، وحباً لما تحويه هذه البلاد المباركة في جنباتها من مقدسات إسلامية، تمثل - بعد الله - ملاذاً لدول العالم الإسلامي في محنها.
إن من الخطوات الفاعلة في هذا الباب، تعزيز الإشادة بحسن التفكير، وبراعة التدبير لتوقيت عاصفة الحزم بظرفيها - الزمني والمكاني. وضرورة الإشادة بالدور البطولي لجنود الوطن عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي. والمراهنة على تأكيد الوعي السياسي لدى المواطن، ومستوى إدراكه، ووعيه أمام المخططات المشبوهة، والتحديات الخارجية، وتزييف الحقائق، ونشر الشائعات. وسيبقى التماسك الداخلي - بعد ذلك - داعماً للجهدين - السياسي والعسكري - للدولة.
شعوراً بالخطر المحدق، وقياماً بالمسؤولية الكبيرة، فإن الأمن الوطني، والسلم الأهلي، والعيش المشترك، أمور غير قابلة للمساومة؛ لأنها تعنينا جميعاً عبر وسائل الحوار، وتوحيد الكلمة، والمواقف، والتي ستكون - بإذن الله - داعماً للمجهود العسكري لدول التحالف، بل ستكون عاملاً رئيساً في تحقيق النصر في جبهات القتال، كونها تشكل القوة، والمنعة، التي بهما سننتصر على كافة التحديات، والأخطار، ومثيري الفتن، وصناع الأزمات، وستمكننا - أيضاً - من كسب الكثير من الرهانات على الخارطة العربية، والإقليمية، والدولية.