إبراهيم بكري
«العرق» ما يفرزه جسمك ليعبر عن رائحة جسدك محفزاً حاسة «الشم» لكل من حولك لكي تتنفس رائحتك !!.
دعني أسألك :
هل تفكر تشتري «العرق» ؟؟.
لا عليك – يا صديقي – يبدو هذا المقال مقززاً لأصحاب «النفوس الرقيقة» و كأني أسمع أصواتهم الآن و هي تردد: ما أقرفك !!.
ألتمس منك العذر لكن ما يقرفك هنا غيرك دفع مليون ريال سعودي لشراء بقعة عرق في قميص شخص يحبه؟؟.
عرق ملك الروك آند رول “الفيس بريسلي” يحمل قيمة تاريخية، حيث عرضت إحدى البدل التي ارتداها النجم الراحل في عرض بلوس أنجلوس قبل 40 سنة للبيع في مزاد علني منتصف العام الماضي 2014م.
وبحسب مجلة التايم الأمريكية فإن البدلة التي لازالت بها رائحة عرق ألفيس بريسلي وآثار بقعة العرق بمنطقة الإبط عرضت للبيع بما يتراوح بين 200 حتى 300 ألف دولار.
لا أستبعد أن موضة شراء «العرق» هي عدوى سوف تصيب الملاعب الرياضية و سوف تخصص مزادات علنية لبيع قمصان اللاعبين المشاهير,المجهود البدني للرياضي أضعاف مجهود الفنان على خشبة المسرح و هذا يعني رائحة العرق «مركزة» ربما ذلك يؤثر إيجابياً لرفع الأسعار !!.
الكثير من الجماهير في الملاعب عندما يحضرون مباراة يحلمون في نهايتها أن يحصلوا على قميص لاعبهم المفضل حتى أصبح عرفاً رياضياً بأن يرمي اللاعبين قمصانهم للمدرجات أو يتبادلون اللاعبين فيما بينهم قمصان بعضهم البعض و يرتدي كل شخص قميص الآخر الغارق بالعرق ورائحة منافسه !!.
في صيف العام الماضي سعدت بزيارة أسرتي لي في أمريكا ونحن نتجول جوار «البيت الأبيض» مع أبي و أمي و إخواني الأصغر مني في السن تفاجأت بشقيقي الاتحادي «مجاهد» يخلع قميصه «الماركة الشهيرة» ليرتدي قميص حصل عليه هدية من لاعب العميد عبدالفتاح عسيري ليتصور مع البيت الأبيض بشعار الاتحاد !!.
هذه فطرة كثير من الشباب الرياضيين و عشقهم لنجوم فريقهم وحلمهم الكبير قميص يحتضن رائحة عرق لاعبهم المفضل.
لا يبقى إلا أن أقول:
قصة عشتها مع رائحة عرق لاعب مشهور, عندما كنت في المرحلة الثانوية حضرت مباراة للمنتخب السعودي في جدة فحصلت على قميص الكابتن أحمد جميل بعد المباراة هدية منه.
في تلك المرحلة العمرية كان يعني لي ذلك «القميص» الشيء الكثير, لقد طرقت باب كل الجيران الاتحاديين لأخبرهم بالقصة وهو يرددون: يا حظك من قدك !!.
لكن اليوم في هذا العمر لم يعد يغريني الحصول على قميص لاعب برائحة عرقه , يبدو أن لكل مرحلة عمريه طقوسها , فاعذروا الشباب عندما يتزاحمون في المدرجات و هم يحلمون برائحة عرق نجومهم !!.
** هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميلٌ بروحك. وشكراً لك.