كتب أ. هشام إبراهيم مقالة رائعة عن دعم الرجل لشريكة حياته قائلا:
كثيرا ما نسمع عن مشكلات في بيوتنا سببها عمل الزوجة. دائما يكون التعليق بمنتهى السرعة والانفعال: طبعا الزوجة هي المخطئة -لا بد أن تنتبه لبيتها أكثر- زوجة أنانية... إلخ. الكل يعلق بأن الزوجة هي المخطئة ولكنهم يا صديقي نسوا الشريك الاستراتيجي، نسوا الجزء المكمل لتلك الزوجة المجتهدة نسوك أنت! نعم، نسوا أنك الوحيد القادر على إنجاح شراكتكم في البيت وحل مشاكله اليومية وتخريج أبناء واعين للحياة. بعد أن تفكر قليلاً بعيداً عن تلك الأنانية الذكورية، ستجد أنك فعلاً الضلع المكمل لنجاح المنزل، إذا أدركت ذلك فتعال معي لنعرف كيف ولماذا يجب علينا مساندة زوجاتنا العاملات.
ليس عيب مساعدتك لزوجتك في الأعمال المنزلية، ليست عيباً؛ فهي لن تنقص منك شيئاً، ولا تقلل من نظرة زوجتك لك، بل بالعكس ستزيدها فخراً بك، واعتزازها بك، وتجعلها تسعى جاهدة بكل الطرق لإرضائك لما شعرت به عند مساعدتك لها حتى وإن كانت بسيطة مثل: تحضير مائدة الطعام؛ هي ليست ماكينة كهربائية!
لعلك تعلم يا صديقي أن الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يؤدي كل الأعمال بنفس النظام والوقت والمجهود هو الماكينة الكهربائية. ورغم ذلك، لو لم يتم عمل صيانة ومتابعة لتلك الماكينة لانهارت وتحطمت. هذا عن الماكينة، فما بالك بزوجتك التي تعمل مثلك وتعاني مثل ما تعاني أنت في العمل -وإن كان بقدرٍ أقل- فعليك أن تقوم بمساعدتها ومشاركتها حتى لا تنهار منك وتخسرها.
فخور بالمشاركة، كم من الوقت والمجهود سيكلفك متابعة للأولاد ومساعدتهم في أداء واجباتهم؟ أظن لا شيء يذكر ولكن سيشعر زوجتك بأنك تحمل عنها بعضا من أعباء المنزل. وسيدخل عليك شعور بالفخر حينما يكون أهل البيت جميعا ناجحون ومتفوقون: أنت وزوجتك والأولاد.
فعلها أهلنا من قبل، من منا لا يتذكر كيف كان والده يقوم بالأعمال المنزلية والمساعدة بكثير من الجهد في المنزل حينما كانت أمهاتنا حوامل ولا يقدرن على بذل المجهود؟
إذن لست أنت الأول أو الأوحد في المساندة وتوفير الدعم. هي لم تكن أنانية حينما كنت تتأخر في عملك أو يتعذر عليك القيام بعمل واجباتك تجاه أحد من الأبناء وتتحمل زوجتك هذا العبء وتعدل مواعيد عملها وترتيب وقتها لتنجز هي تلك المهام. لم تكن أنانية بل كانت شريكاً استراتيجياً. لا تكن أنت أنانياً وساندها دائما، وخاصة حينما تشكو من العمل ومتاعبه، خفف عنها وتفاهم معها وحاولا إيجاد حلول لتلك المشاكل والمتاعب. الداعم الأول كان الداعم الأكبر لزوجته ولم يعترض على عملها، بل تحمّل عنها أعباءه ومشاكله، ولم يكن أنانياً أو يقلل من شأن زوجته أو عملها، وساعد في نجاح ذلك العمل وكبره ونماه، هل تعلم من هو هذا الشخص؟ إنه رسولنا الكريم الذي كان خير معين لزوجته السيدة خديجة وكيف أنها ردت له ذلك الدعم في أمس حاجته للدعم وخوفه من حمل أمانة الدين.... إذن فلسنا خيراً من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
من الأمثلة أيضا بيل جيتس وزوجته وكيف أنشؤوا تلك الشركة الضخمة، وفي نفس الوقت تشاركا في المنزل، وتربية الأبناء، وعاد ذلك عليهم بالنجاح والفخر. علم أبناءك أن الحياة شراكة لكل فرد فيها حقوق وواجبات لو التزم بها لوصل بالأسرة إلى بر الأمان والنجاح، وأخيراً إن كنت تبحث عن الدعم فاعلم أن دعمك ومساندتك لزوجتك وعملها سيكون دعمك وقت حاجتك «ادعم... تدعم».