يطوف معرض «ألوان السعودية» المتنقل بزائريه في أنحاء الوطن وكأنه «مرشد سياحي»، يأخذك إلى قمم السودة الشاهقة فوق هام السحب، ويجلس معك على الكثبان الرملية في الصحارى الساحرة، ويسير معك على ضفاف البحر الأحمر، ويخوض معك مغامرة غوص في جزر فرسان، وإذا حل الليل شتاءً فهو جليسك في نفود حائل حول «شبة النار» في خيمة تختلط فيها رائحة القهوة بالسمر.
المملكة العربية السعودية، هذه الأرض العملاقة والمترامية الأطراف، تضاريس ومناخات متنوعة وثقافات ثرية بعاداتها وتقاليدها، كأن التاريخ ولد في أراضيها وسهولها وأوديتها وخلجانها، وجاءت الكاميرا «أم الصور»، لتختزل لقطاتها حكايات الوطن وساكنيه.
يعرض «ألوان السعودية» الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار حتى يوم غد السبت في الأحساء (العثيم مول) صورة التقطها محمد اليعيش، يظهر فيها شخصان يستمتعان بالسباحة تحت شلالات مياه وادي لجب في جبال الريث بمنطقه جازان، ويجسد جاسم الملا في صورته «أنا وطيري» مفهوم «السياحة الصحراوية»؛ حيث يبدو في الصورة (أبيض وأسود) شاب جالس على كثيب رملي يحمل بعناية فائقة صقراً على ذراعه.
وهناك صور تشع فرحاً وطرباً كما هو الحال في صورة «رقصة حجازية» لهوازن العتيبي التي التقطها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، و»ثقافة السعادة» لرائد اللحياني، و»سعادة» لفهد با هدى والذي رصدت صورته شيخاً كبيراً متكئاً على عصاه ووجهه يشع إيماناً وتفاؤلاً.
ويطل طفل في صورة لباسم القاسم من نافذة، في مشهد يوحي بالترقب والانتظار، في حين يصرم شاب تمر نخلة في صورة «حياة المزارع» لعبدالرحمن الشويعر. وربما تسأل نفسك وأنت تتأمل صورة التقطها في تبوك عبدالله الزومان لـ»الديسة»، هل هذه بالفعل السعودية؟ أين تقع هذه المناظر الخلابة؟.
وتكشف صور التقطها في الأحساء جاسم الجاسم وعبدالله الشيخ، لثعلب والمدرسة الأميرية وخان العقير، أصالة التاريخ، والطبيعة البكر التي تكتنزها بعض مواقع المحافظة.
وتشع الطفولة بعالمها التلقائي البريء، في صورتي علي العريفي وأحمد الشيمي لأطفال يلعبون ويمرحون في مهرجانين أقيما في الرياض وعنيزة.
وتقرأ في صورة «قصر الفريد» في مدائن صالح لرياض الجرعي، أن للتاريخ والحضارة جذورا متأصلة على هذه الأرض، لا ينفكان عنها ولا يبرحانها.