مما لا شك فيه أن كل غيور أبي، ومخلص وفي؛ يغمر الإيمان بالله وجدانه، ويملأ حب الوطن أعماقه من مواطني ومواطنات بلادنا الغالية؛ يتشرف حقا بالتأييد الصادق للقرار الشجاع الواثق الذي اتخذته قيادتنا الكريمة السامية بإطلاق عاصفة الحزم الرادعة لقوى الشر والعدوان الآثمة؛ التي اتخذت من بعض الخونة في اليمن الشقيق مطايا تائهة؛ يمثلها الحوثي ربب الصفوية الغادرة وحليفه الخائن لوطنه ومواطنيه الرئيس المخلوع (غير الصالح) وأمثاله من البغاة الخونة؛ المتآمرين على الشرعية اليمنية الصامدة؛ والذين سعوا ويسعون بكل قدراتهم الفكرية ومؤامرتهم الرديئة النتنة إلى النيل من حدودون السعودية الآمنة، وكرامة واستقرار بلادنا المجيدة؛ بل استقرار دول خليجنا العربية ومسيرة ازدهارها وأمنها؛ لذا فإننا بكل المحبة والانتماء لبلادنا وبكل الإخلاص والولاء لمليكنا المقدام وقائدنا الهمام سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده مقرن الخير الأمين وسمو ولي ولي العهد وزير الداخلية فارس الأمن الحصين؛ نتشرف شباباً وشيوخاً رجالاً ونساءً في كل أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه برفع عهد المحبة والوفاء، وقسم الإخلاص والولاء إلى مقام مليكنا والدنا وقائد مسيرتنا وقدوتنا سلمان الخير والعطاء؛ مؤكدين تأييدنا لعاصفة الردع والحزم وأننا نضع نفوسنا وأموالنا ودماءنا فداءاً لعقيدتنا الإسلامية الناصعة، وبلادنا السعودية الغالية وقيادتها الحكيمة السامية وأن نكون جميعاً قلباً نابضاً بالعزم والحزم وصفا واحداً ثابتاً لا يحيد ولا يهزم وأن نؤكد لكل العالم بأقوالنا وأفعالنا أن الدين والوطن لا تهاون ولا مساومة فيهما مهما يكن من المحن؛ وأننا سنقطع يد أي معتد على أي شبر في كياننا؛ هذا الكيان الكبير الذي أرثه لنا جلالة المؤسس العظيم الملك الجليل عبدالعزيز، ومن تشرف بمسيرة الخير معه من رجاله الأوفياء ثم أبناؤه البررة الملوك الأشاوس الذين رفعوا راية العز من بعده بالخير والعطاء؛ والذين تشرفوا بالمسيرة معهم بكل محبة وفداء من أجدادنا وآبائنا (تغمد الله من مات منهم برحمته وأسكنهم فسيح جنته وحفظ الباقين برعايته وعنايته).
ومن الجدير بنا في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادنا أن نكون آباءً وأمهات ومعلمين ومعلمات وخطباء مساجد ودعاة، ومثقفين وإعلاميين وشعراء وشاعرات أكثر اهتماماً ومتباعة ورعاية وتوعية لأبنائنا وبناتنا، أمام هجمات الإرهاب والانحراف الفكرية وإغراءات الضلال والفساد اللا أخلاقية التي يتعاون جميع أعداءنا على توجيهها عبر قنواتهم الإعلامية المتعددة وأجهزة التواصل الاجتماعية المشبوهة بأكاذيب مضللة وافتراءات مسيئة موجهة لفلذت أكبادنا؛ محاولين أن يجعلوا منهم خناجر مسمومة في خواصرنا ومعاول هادمة لمستقبلهم ومستقبلنا خلف شعارات فكرية حاقدة موبوءة، ومظاهر كاذبة مزيفة لا تمت إلى عقيدة الإٍسلام وأخلاق المسلمين بأي صلة وأن نكون جميعاً أكثر حرصاً على تقوية أواصر التعاون والتلاحم بيننا في الحفاظ على وحدة كياننا، ولحمة مجتمعنا والولاء لقيادتنا؛ انطلاقاً من واجباتنا الدينية والوطنية والتربوية؛ خاصة وأن أجيالنا الصاعدة الآن في جميع مراحل التعليم لم يعيشوا من قبل أية مشاركة لبلادهم في حرب عاصفة على البغاة والطغاة الذين يريدون بهم وبآبائهم وأمهاتهم وأمنهم وأمانهم كل شر وشتات؛ حيث إن أكثرهم إن لم يكونوا جميعاً لم يولدوا عندما شاركت بلادنا الغالية مشاركة فاعلة بتوفيق الله ثم بعزم قيادتها السامية في عاصفة الصحراء لاسترداد الكويت الشقيقة وتحريرها وذلك في هد الملك الوفي (روح القيادة) فهد بن عبدالعزيز، وولي عهده آنذاك الملك الأبيّ (حكيم العرب) عبدالله بن عبدالعزيز (تغمدهما الله بالمغفرة والرحمة وجزاهما بخير الجزاء عن الوطن والأمة).
وحيث مر أكثر من خمس وعشرين سنة على عاصفة الوفاء التي حررت بعد توفيق الله أرض شقيقتنا الكويت الغالية وأعادت أبناءها الى أحضانها الدافئة، ولأننا في سعوديتنا الشامخة ودول خليجنا العربية الصامدة عانينا كثيراً خلال السنوات الماضية من هجمات إرهابية سافرة وحملات إعلامية لا أخلاقية استهدفت أفكار وأخلاق شبابنا وتشتيت شملنا والمساس بأمننا؛ بتآمر قذر من الصهاينة الحاقدين، والصفويين الغادرين، والأذناب الخبثاء كحزب اللات في سوريا ولبنان والحوثيين في اليمن والرافضة في العراق ومن لف لفهم من أتباع المجوس وضعفاء النفوس، وحيث إن البغاة لم يحترموا محاولاتنا الأخلاقية في الالتزام بمواثيق الجوار الرسمية والاتفاقات العديدة الدولية؛ فقد أصح من حقنا أن ندافع عن أنفسنا وكرامتنا ونلبي نداء واستنجاد المظلومين من جيراننا بنخوة وشهامة، وأن نحزم حقنا أمرنا للذود والدفاع عن المقدس عن أمننا وحياض مقدساتنا ببسالة وكرامة؛ لذا بدأت عاصفة الحزم التي أطلقها مليكنا الهمام سلماننا المقدام في الأسبوع الماضي من عاصمة الحزم بحرصه العظيم النابع من ديننا الإسلامي الحكيم على حماية وازدهار وطنه وأمن وأمان أمته، وإيمانه الصادق بأن الحق ولخير بحاجة إلى قوة رادعة لمن يتهاون بهما ومن يتطاول عليهما.
وأعتقد جازماً أنه قد اصبح لزاما علينا من أجل أبنائنا وبناتنا ومن أجل البناء النفسي والإعداد الفكري لهم قوياً برعاية الرحمن ومحصناً بحصانة الإيمان أن نغدو أكثر حرصاً ومتابعة وتعاوناً في مدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا وقنوات الإعلام والتواصل على غرس فضيلة محبة الدين والوطن وأهمية الأخلاص والولاء لهما في أعماق أجيالنا؛ وأن نعمق التآلف والتكاتف بيننا، وننأى بالمجتمع والوطن عن ما يحاك لهما من دسائس وفتن؛ خاصة أن أجيالنا (حفظهم الله وأعاذهم من كل شر) يتعرضون من خلال القنوات الفضائية والتقنية العديدة لحملات خطرة تهدف لإفساد أخلاقهم وإثارة البلبلة في أذهانهم والتشكيك في مدى مصداقية وإخلاص عملائهم ورموزهم وقادتهم ببث ونشر معلومات خاطئة وأفكار سافلة وسعي مفسد إلى هدم أخلاقهم وغرس كراهية الثقافة والدراسة في نفوسهم وعدم الولاء والإخلاص لدينهم ووطنهم؛ في محاولات خبيثة لسميم عقولهم واضعاف عزائمهم وزرع الخوف والفشل والريبة والدجل في نفوسهم.
لذا فإنني أتوجه بكل الثقة والرجاء إلى أصحاب المعالي الإخوة الأجلاء وزراء التعليم والثقافة والإعلام والإتصالات وهم في مقدمة المواطنين والمسؤولين اهتماماً بأجيالنا الصاعدة والرعاية الفكرية لهم؛ بأن تتعاون الجهات المسؤولة لديهم في وضع برامج توعوية وثقافية موجهة، ووضمات تربوية جاذبة مشوقة؛ تغرس في نفوس أجيالنا المشاعر الدينية والوطنية الأعمق، وتعطي لهم المعلومات التاريخية والثقافة الأوثق؛ وتوضح لهم الأخيار والمعلومات الأصدق عن حقيقة موقف وأهداف بلادهم الغالية وأقوال وأفعال قيادتهم السامية وما قامت وتقوم به دائماً من واجبات دينية وقومية تضامنية معطاءة مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة، وما قدمته وتقدمه لمواطنيها من مشاريع وإنجازات بناءة جعلت من هذا الوطن المعطاء كياناً كبيراً شامخ البناء منذ عهد مؤسسه العظيم الملك عبدالعزيز والعهود المباركة لمن حملوا الأمانة بعده من أبنائه الأشاوس الميامين ملوكاً وأولياء عهد (رحمهم الله أجمعين) حتى هذا العهد الزاهر محبة وأخلاصاً وولاءً؛ الزاخر حزماً وعزما وعطاءً؛ عهد سلمان الخير والوفاء ومعاونيه الأخيار من أصحاب السمو الملكي الأجلاء رموز بلادنا وفخرها في كل المجالات الحيوية ذات العلاقة والأهمية الوطنية والدولية التي لفتت أنظار العالم إلى ما تتميز به المملكة العربية السعودية ولله الحمد وعظيم الفضل من مكانة ومهابة دولية مرموقة، وحكمة وعقلانية دبلوماسية محمودة، وعدالة وحياة آمنة مصونة، وقوى دفاعية متطورة وبإذن الله منصورة، كما عمقت في نفوس وأذهان الصادقين المخلصين أن بلاد الحرمين الشريفين كنت ولا تزال منبع الخير والسناء، وكيان المحبة والعطاء للعرب والمسلمين أجمعين.
ومع الشكر والدعاء بكل الخير لمعالي وزير الشؤون الإسلامية على ما أصدرته وزراته الموقرة بتخصيص ومضات من خطب الجمعة وندوات التوعية في المساجد لتوضيح موقف بلادنا الحازم المبارك في نجدة إخواننا الملهوفين ونصرة جيراننا المظلومية والحفاظ على ازدهار بلادنا وأمنا الحصين بقيادة خادم الحرمين الشريفين؛ فإنني وقد تشرفت بقضاء أكثر من أربعين عاما في خدمة التربية والتعليم أتوجه أولاً بصادق الثناء لمعالي وزير التعليم المهندس عزام الدخيل على مشاركته التربوية الرائدة لأبنائه الطلاب في إحدى المدارس بترديد إحدى الأناشيد الوطنية معهم المؤثرة حبا وإخلاصاً للدين، واهتماماً وفخراً بالوطن؛ وأرجو من معاليه ومن معالي وزير الثقافة والإعلام (أمدهما الله بالعون والتوفيق) أن يجعلا من مدارسنا وجامعاتنا وقنوات إعلامنا منارات إشعاع فكرية وتربوية بالإخلاص والمحبة لديننا وبلادنا الغالية، والولاء الصادق لقيادتها السامية، وحث الجهات المسؤولة في الوزارتين على مزيد من التعاون البناء في هذا العطاء بطرق جاذبة مشوقة وبرامج فنية مبدعة تؤثر في نفوس طلابنا وطالباتنا بكل وضوح وشفافية، وأن يكون هناك تعاون أشمل مع الجهات الأمنية ووزارة الاتصالات والتقنية لتحجيم وكبح الحملات المغرضة من الأكاذيب والافتراءات التي تبثها قنوات الاتصال المرجفة، التي تتخذ من فئات الضلال والانحراف وأحزاب التشدد والإرهاب مصدراً لها ومنهلاً لافتراءاتها الفكرية وأكاذيبها الاجتماعية، بتوجيهات من أعدائنا الفجرة وأتباعهم الخونة في حزب اللات الكالح والحوثيين في اليمن وعملاء علي الطالح، ومن لف لفهم من ناهق ونابح.. ونبتهل إلى الله العلي القدير أن يجعل التأييد الحق والنصر المؤزر حليف بلادنا الغالية وقيادتها السامية في عاصفة الحزم التي أطلقها سلمان المؤمن المقدام، لنشر العدالة والخير والسلام، وأن يمدنا جميعاً قيادة ورعية بدوام التوفيق والتعاون بكل إخلاص ومحبة في الحفاظ على هذا الكيان الكبير الذي شرفنا الله فيه بخدمة الحرمين الشريفين بفضل منه عز وجل ثم بالحرص الأكيد والكفاح المجيد من جلالة والدنا العظيم المؤسس الملك عبد العزيز ومن أبنائه ورجاله الميامين الأخيار ليبقى هذا الكيان دائماً وأبداً بإذن الله الواحد القهار مناراً مضيئاً لكل الديار:
كيان تسنمه الباسلون
بجهد الرجال وعزم الكبار
(سعود) تسلمه مخلصاً
و(فيصل) قد صانه باقتدار
و(خالد) بالحب قد ضمه
وفي عهد (فهد) سما بازدهار
وقاد الأمين (أبو متعب)
مسيرته للعلا والفخار..
وأكد (سلمان) رمز الوفاء
بأن الكيان عليّ المنار
وبالحزم والعزم أعطى له
مسار السمو لأعلى مدار
ومن حوله صفوة أوفياء
يداً بيد نحو كل انتصار
تحثّ الخطى نحو أسمى عطاء
وحب مضيء لكل الديار
وشعب مجد على دربهم
تلاحم ود وأبهى مسار
***
كيان يحصنه الأوفياء
بأسمى عطاء وأمضى قرار
بأنا دعاة لحفظ السلام
وأنا حماة لهذا الذمار
وأنا وفاء لأهل الوفاء
نصون العهود ونحمي الجوار
وأنا إذا ما ابتلانا العداة
نذيقهم الذل والاندحار
ليبقى الكيان بحول الإله
مناراً مضيئاً بأسمى شعار
موسى بن محمد السليم - عضو مجلس الشورى السابق