الشريط الحدودي - عسير - جولة وتصوير - عبد الله الهاجري:
لم تكن الطلقات النارية التي سمعتها أثناء جولتي أمس على مركز الحصن الحدودي مع دولة اليمن التي يقع ضمن قطاع حرس الحدود بظهران الجنوب بمنطقة عسير وتلك الطلقات الكثيفة الفارغة التي تدل على كثافة المواجهات واستبسال رجال الأمن واستشادهم دون العقيدة والوطن، لم تكن إطلاقاً مصدر خوف لي أو رعب، كنت أتتبع مكان الشهداء الثلاثة الذين حمونا ووطننا بدمائهم، يقول أحد زملائهم، كان أول شهداء الواجب سليمان المالكي يقف في هذا الموقع بالذات، كانت التاسعة مساءً، بدأت من هذه الجبال إطلاق نار عشوائي، هذه الجبال تتبع للحوثيين، بدأ وتبعد من هنا حوالي 500 متر تقريباً، كان الشهيد حريصاً على أن يحمي بلده، لم يختبئ مثل ما يفعل أعداؤنا خلف الصخور وبين الجبال، كان مقداماً كما هو حال الجميع، حتى إن إصابته كانت في الرأس وفي الصدر، كان شعورنا ونحن نرى إصابته في هذه الأماكن شعور فخر، ولهذا انعكس هذا الفخر على الجميع، وكذلك استشهد منا اثنان لاحقين، هذه هي الشجاعة بالنسبة لنا، نحمي وطننا، ولا نفكر في أرواحنا.
كانت قيادة حرس الحدود بمنطقة عسير ممثلة في قائدها اللواء سفر بن أحمد الغامدي وبجانبه المقدم البحري شائع خالد القحطاني مدير الشؤون العامة الناطق الإعلامي للقيادة قد رتبوا يوم أمس الخميس زيارة ميدانية لوسائل الإعلام المحلية لزيارة قطاع ظهران الجنوب وما يتبعها من مراكز ونقاط مراقبة، بدأت الزيارة بعد أن وصلنا التاسعة والنصف صباحاً، كان هناك حضور إعلامي كبير وصل عدد الزملاء لحوالي 30 ما بين مراسل ومصور، تم تجهيز قرابة عشر سيارات مصفحة، بدأت الزيارة بمنفذ علب الحدودي، ثم نقطة مراقبة في مركز علب، ومركز المسيال واختتمناها بمركز الحصن، في كل وقفة لنا شاهدت الحماس والشجاعة بين رجال حرس الحدود، هناك الكثير من الطلقات الفارغة، أسلحتهم على صدورهم وفوق أكتافهم، هناك أحد الرجال بمنظاره الحراري، يراقب الوضع، وآخر يحمل قذيفة آر بي جي، وثالث بين عيار 51، أسلحة كلاشنكوف في أيدي الجميع، نقاط مراقبة ليست ببعيدة من بعضها، لم تعيقهم وعورة الجبال، صحيح بأن الطبيعة الجغرافية قد تسهم في محاولات التسلل للأعداء، لكن الرد سريع ومباشر، يقول قائد حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سفر بن أحمد الغامدي: «شاهدتم اليوم مدى استعداداتنا على كامل الشريط الحدودي بين السعودية وجمهورية اليمن الشقيق من جهة منطقة عسير ومدى اهتمامنا ومعنوياتنا المرتفعة وإمكانياتنا المتقدمة».
يؤكد اللواء الغامدي في رده على «الجزيرة» حول تحركات الحوثيين ليقول «تحركاتهم على مجموعات بسيطة تحاول التسلل والدخول إلى أرض الوطن ولكن بعزيمة رجال حرس الحدود يقفون لها بالمرصاد، مشيراً إلى أنها تحركات شبه مستمرة لكنها بائسة».
وحول فدائية رجال حرس الحدود وحمايتهم للوطن أبان اللواء الغامدي بأنهم من أعلى رتبة إلى أقل رتبة مشروع شهادة ومتحمسين لإرواء أرض الوطن بدمائنا», مضيفاً بأن لدى رجالنا الخبرة في التفرقة بين المتسللين والمنتمين لجماعة الحوثي ولكن المتسللين في هذه الأيام قلت نسبتهم بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة.
وأكد اللواء الغامدي بأن لديهم كل الوسائل التقنية الحديثة من كاميرات محمولة وليلية للمساعدة في السيطرة على الحدود وموضحاً بأن معنويات أفراد حرس الحدود مرتفعة وهم يدركون أن من قُتل منهم فهو شهيد بإذن الله وذويهم محال اهتمام ورعاية ولاة الأمر والمصاب منهم رأسه مرفوع ومحل تقدير كل شخص فينا، واختتم اللواء سفر الغامدي مدير قطاع حرس الحدود بمنطقة عسير بأن هناك مشروعاً جباراً قادماً لتطوير كل الإمكانيات والوسائل المتطورة وسيكتمل قريبا بعد أن بدأ في الحدود الشمالية وسيصل قريبا إلى الحدود الجنوبية من خلال مشروع التقنية للسيطرة على الحدود من خلال حواجز وتقنية حديثة والعمل جار عليها ورغم التسلل فإن حدودنا آمنة.
هذا وأوضح المقدم البحري شائع خالد القحطاني الناطق الإعلامي المكلف لحرس الحدود بأنه منذ تاريخ: 1-1-1436 إلى 18-6-1436هـ وفي إحصائية لقطاع ظهران الجنوب تم القبض على 188 بندقية آلي كلاشنكوف، وخمسة بنادق صيد، و23 بندقية بأنواعها، وثلاثة ترباس وأربعة خناجر و208 سعفة مسدس و6 مخازن بندقية و2 مخزن رشاش و343 مسدساً بأنواعه وثلاثة ممراط والمجموع الكلي لها 785، فيما كانت المقبوضات الإجمالية للمخدرات 1826 كيلو جراماً وتم القبض على 29 مهرباً و4866 متسللاً في ذات الفترة.