زكية إبراهيم الحجي
«ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار» عبارة تعكس غفلة الإنسان عن حكمة التاريخ.. فيكرر أخطاء الماضي.. ويقع فيما وقع فيه أسلافه عبر تاريخهم الطويل.. حيث كانت الأيديولوجيات مسترخية فوق أكوام المصالح المشوهة.. وحيث كان الاعتقاد بأن الأوطان تنتظر فرز الحياة للصحيح والخطأ بمؤشر مرور الزمن دون إدراك بأن الفرصة التي تذروها الرياح ستُبدِدُ دهراً بأكمله وتُعَرّضُ أجيالاً للضياع في متاهات الحياة.. فيعيشون في مستنقعات التنافر والتناحر والفرقة والشتات.. وتحت قانون شريعة الغاب يأكلون من موائد النهب والسلب هذه المقدمة تدعوني إلى فتح ملفات تاريخ اليمن الذي شهدت له حضارات العالم القديم والحديث ليبقى استثناءً بما يملكه من صروح أثرية عظيمة وكنوز تاريخية تحكي ملاحم بطولية لمملكة سبأ حيث تجلت في عصرها أكبر وحدة لليمن على يد أعظم ملوكها وسُجِل انتصاره على نقشٍ سُمي.
«نقش النصر» إلا أن الوحدة التي نقشت النصر تطاول عليها المفسدون على مرّ الأيام وبذروا البذرة الأولى لتمزيق وتفكيك وحدتها.. واعتلت صهوة اليمن المذهبية والحزبية والطائفية التي غذتها تيارات سياسية طائفية من الخارج فأغرقته في بحر من صراعات وحروب أهلية وطائفية كان الشعب ضحيتها مؤلم هو الواقع اليمني اليوم.. فالعقول الشيطانية بقيادة المخلوع علي عبد الله صالح والحوثي وزمرته يمارسون أبشع الجرائم بلا استحياء ويحمون لصوص وطنهم ولا يأبهون بمئات الجرحى والقتلى الذين يسقطون بخناجر أياديهم القذرة.. وكأن امتلاكهم للقوة يبرر لهم فرض غلبتهم في مناطق تمددهم.. بل بلغ الأمر بهم وبدعم غير مباشر من إيران وفرعها في الوطن العربي «حزب الله» إلى استعداء دول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية بل هددوا باجتياح الحرمين الشريفين.. فهل أدرك الطغاة والمستبدون وحلفاؤهم من عناصر حزب الله ونظام إيران بأنهم يدقون المسمار الأخير في نعشهم ويصنعون نهايتهم بأنفسهم ورغم أن
«الرياض» سعت جاهدة للملمة شتات اليمن من خلال دعواتها المتتالية للأطياف المتصارعة لحوارٍ ينهي الصراع إلا أن الصبر لا بد أن ينفذ بعد أن نفدت كل المحاولات السياسية والدبلوماسية في إيقاف الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن وبعد كل التحذيرات للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وزمرته من الزحف نحو عدن ليأتي القرار الحازم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وبعد طلب من الرئيس الشرعي لليمن «عبد ربه منصور هادي» بالتدخل عسكرياً لإنقاذ اليمن.. ولأن آخر الدواء الكي فإن لغة القوة هي آخر الحل.. ولغة القوة كانت «عاصفة الحزم» لحسم الأمر انطلقت عاصفة الحزم بتحالف عربي وإسلامي وبقيادة المملكة العربية السعودية للحفاظ على الشرعية في اليمن وحماية لأرواح أبناء الشعب اليمني.. ولسد الثغرات التي تتسلل منها الأيدي المتطاولة الساعية للتمدد والهيمنة على المنطقة.. أيدي النظام الإيراني وخادمه في المنطقة نصر الله.
عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية رسالة صارمة لإيران وحلفائها بأن دول الخليج العربي والدول المحالفة لها خطٌ أحمر.. وأن المملكة باستطاعتها استخدام القوة الرادعة أمام أي استراتيجيات إيرانية أو أطماع دولية في المنطقة.. عاصفة الحزم رسالة لإيران مفادها ابتلعي حلم الامبراطورية الذي كنت تُمنين نفسك به.. عاصفة الحزم رسالة مختصرة لإيران وحلفائها مفادها الزموا حدودكم.