م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
* الأربعينيون والأكبر سناً من ذلك يعون جيداً مرحلة حكم الملك فهد «رحمه الله».. ويعرفون دوره عن قرب المزامنة والمعايشة المدركة لما دار في حياتهم من عام 1373هـ حتى عام 1426هـ.. لذلك فهو يعني لهؤلاء أكثر بكثير مما يعنيه لجيل الشباب اليوم الذين ينظرون إليه كتاريخ.. بينما هو للجيل الأكبر سناً شخصية مؤثّرة ساهمت في تشكيل حياتنا الحاضرة من خلال تشكيل أمن واستقرار وتنمية وطننا المملكة العربية السعودية.
* كان للملك فهد «رحمه الله» مواقف بارزة.. واحتل مواقع عملية مفتاحية في حياة مجتمعنا حديث العهد بحياة البادية.. فتأسيسه لوزارة المعارف قبل ستين عاماً.. والتوسع المطرد في إقامة المدارس في المملكة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم وبنسب عالمية عالية.. ثم تولى قيادة وزارة الداخلية في الستينيات الميلادية إبان مرحلة مضطربة اجتاحت خلالها العالم العربي انقلابات عسكرية.. دمرت حاضر مجتمعات أقدم من مجتمعنا تمدناً مثل مجتمعات العراق وسوريا وليبيا واليمن.. وها نحن اليوم نعيش نتائح نجاحه في قيادة سفينة الوطن إلى بر الاستقرار والأمن والتنمية.. ثم قيادة مجلس وزراء سُمِّي في ذلك الحين (بمجلس الدكاترة) أسس للتنمية التي شكلت حياتنا المعاصرة.. فالمجتمع السعودي بعد حركة التنمية التي انطلقت عام (1975م) يختلف عنه قبل ذلك.. فقد مر بأربعين عاماً من التنمية جعلته يعيش أكبر حالة نمو سكاني لأي مجتمع إنساني.. ولأول مرة في التاريخ يفوق تعداد سكان المملكة سكان العراق وسوريا موطني الحضارتين الإسلاميتين.. ثم في النصف الثاني من الثمانينيات الميلادية حينما انخفض إنتاج النفط وهبط سعره إلى درجة لا تكاد تكفي الرواتب ناهيك عن التنمية.. استطاع بحنكته أن يتجاوز تلك الأزمة بسلام دون أن يحس بها المواطن العادي.. ثم في عام (1990م) حين اجتاحت العراق الكويت وقف وقفته الشهيرة التي حررت الكويت.
* الحكم الرشيد أدى إلى التنمية المستدامة.. فمنذ التوحيد وإعلان تأسيس المملكة قبل (85) عاماً لم يشهد المواطن السعودي أزمة معيشية ولم يعان من كوارث أو حروب أو أوبئة، بل عايش تنمية ممتدة.. جعلتنا كمواطنين لا نعرف الخوف من المستقبل، بل نتوقع دائماً الأفضل.