م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - اليمن بموقعها الجغرافي هي بمنزلة الخاصرة من شبه الجزيرة العربية.. وحيث إن المملكة العربية السعودية تحتل جغرافياً معظم الجزيرة العربية فقد صار اليمن سياسياً خاصرة المملكة التي يحاول أن يستغلها كل من أراد مضايقة أو مناكفة أو تهديد المملكة.. وقد وعينا ذلك في مطلع الستينيات الميلادية إبان الحقبة الناصرية.. حينما أراد جمال عبدالناصر نشر الثورات العربية في كل دول العالم العربي فنجح في بعضها من خلال الانقلابات.. وحاول في اليمن من خلال التدخل المباشر بالجيش المصري لكن تصدت له المملكة.. فهاجم بالطائرات نجران وجازان.. وأرسل بعض المجندين من اليمنيين نفذوا تفجيرات في مدينة الرياض تحديداً.
2 - كانت المملكة في ذلك الحين لا تزال في أول مرحلة التحديث بعد انتهاء مرحلة التوحيد.. ولم يكن في وارد الدولة الدخول في مزايدات لفظية ومهاترات إعلامية ناهيك أن تدخل في حرب.. لكنها اشتغلت بصمت من خلال القبائل التي نظرت إلى التحرك المصري على أنه تدخل في شؤونها.. فصاروا غصة كبيرة أفشلت كل المحاولات المصرية التي أرادت استخدام اليمن لإلحاق الأذى بالمملكة.. وانتهت المسألة بعقد اتفاق في (حرض) جنوب الرياض بين الحكومتين السعودية والمصرية.. واستقر الوضع في اليمن حتى عام (1990م) حينما استيقظ العالم على وحدة اندماجية فجائية بين اليمن الشمالي والجنوبي.. اتضحت غايتها في أغسطس من نفس العام.
3 - في الثاني من أغسطس (1990م) اجتاحت العراق الكويت فجراً.. وكان موقف المملكة موقفاً مبدئياً لا مصلحياً.. وكان الرفض للاحتلال وأنه لا بد من تحرير الكويت.. وقال الملك فهد «رحمه الله» قولته الشهيرة: «إننا قررنا الدخول في حرب تحرير الكويت إما أن نحررها أو تضيع السعودية معها».. وبقية القصة معروفة للجميع.
4 - وفي الساعات الأولى من يوم الخميس 26 مارس 2015م تدخل المملكة حرباً تقود فيها التحالف العربي لإبطال الانقلاب الحوثي القائم على المذهبية.. ولصد أطماع إيران التي تحلم بعودة الهيمنة الفارسية على المنطقة التي فقدتها عند ظهور الإسلام وأصبحت فيه فارس أحد مكونات الدولة الإسلامية.
5 - الإيرانيون حلموا بعد هيمنتهم على العراق ثم سوريا وجزئياً على لبنان من خلال استغلال مآسي العراقيين والسوريين والانتهازيين من اللبنانيين.. وراهنوا على أن المملكة سوف تستمر في نهجها المحافظ المسالم الذي يدرأ المشاكل بالحوار والتفاهم.. لكنهم هذه المرة أخطأوا.
6 - لليمن مليونان من رعاياها يعملون في المملكة يعيلون مليوني عائلة.. وللحوثيين من اليمن ألفا ابن يتدربون في إيران لزعزعة استقرار المملكة.. يا لها من مفارقة!