إبراهيم بن سعد الماجد
كرامة أمة تُستعاد على يدي رجل من رجالاتها, ذلكم هو سلمان بن عبدالعزيز.
في المغرب العربي, كما في المشرق الكل أحس بالهوان والذل والصغار, نتيجة هذه الهزيمة النفسية قبل العسكرية من قبل قوى الشر في المنطقة العربية.
ولا يقيم على ضيمٍ يُراد به....
إلا الأذلانِ عَيْرُ الحي والوتدُ
بيتٌ ردده الكثير طوال سنوات من الهوان العربي, رغم الخطابات الرنانة والوعود الجميلة, ولكنها بقيت وعوداً.
في ساعات صباح يوم عربي مختلف، كان صوت سلمان بن عبد العزيز مؤذناً بمرحلة جديدة لهذه الأمة بإطلاقه عاصفة الحزم، تلك العاصفة التي هبّت على جنوب الجزيرة العربية بنسائم تحمل الكرامة والعزة لهذه الأمة, وتحمل حجارة من سجيل على عدو الأمة العربية والإسلامية، لتقطع رؤوس قد أينعت وحان قطافها.
الجميع يعلم من هو عدو الأمة الذي عاث بها فساداً طوال عقدين من الزمن, ونال تواطؤاً من قوى غربية مختلفة؛ كونه يتفق معهم في نفس الهدف، وهو خلق القلاقل والفتن في منطقتنا العربية ومنطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد, ذلكم هو العدو الأزلي فارس الصفوية.
قاتلت الأمة العربية وكذلك الإسلامية قوى مختلفة على مر التاريخ، وانتهت عداواتها بانتهاء السبب, ولكن العداء الفارسي الصفوي كونه عداءً عقدياً فإنه لا تزيده الأيام إلا رسوخاً وتطوراً, ولذا فمن يأمل في علاقات صحيحة سليمة مع هؤلاء القوم فهو واهم, فلا احترام ولا سلام معهم إلا من منطلق القوة.. والقوة فحسب.
تدخلت إيران في لبنان فحوّلته إلى بلد طائفي, وتدخلت في العراق فحوّلته إلى بركة دماء, وتدخلت في سوريا فحوّلته إلى معركة لا نهاية, وبدأت في اليمن، فكانت عاصفة الحزم, قالها سلمان بن عبدالعزيز فجاءت الأمة العربية والإسلامية مرحبة ومؤيدة، وفرحة بما يمكن أن نطلق عليه «عاصفة الكرامة»، توحدت الأمة خلال ساعات, مما يدل على أن الأمة في حاجة إلى قائد شجاع حكيم مقدام لا ينتظر الإذن من أحد في حماية أمنه وأمن أمته, ولا يخشى في الحق لومة لائم ولا نباح نابح.
في تعليق لمحلل سياسي على «عاصفة الحزم»، قال: لو أن الملك سلمان بن عبدالعزيز لم يتخذ القرار الفوري شبه المنفرد, وطلب إجماع أو موافقة عربية على هذه الخطوة الجريئة، لما استطاع أن يطلق هذه العاصفة, كونه لن يستطيع الحصول على موافقة عربية, ولكنه عندما فاجأ العالم كانت الموافقة الجماعية عربياً وإسلامياً.
الإنسان العربي بطبعه كرامته تساوي عنده روحه, فقد يفقد روحه ولا يفقد كرامته, ولكنه يريد قائداً يفتح له هذا الباب, باب استرداد الكرامة والعزة, فكان سلمان بن عبدالعزيز هو من منح كل العرب؛ قادةً وشعوباً، هذا الشرف المفقود, وأعاد لهم المجد الموءود.
حقيقة أسجلها هنا وأنا كلي فخر واعتزاز بوطني وقائد أمتي سلمان بن عبدالعزيز, هذه الحقيقة أن الشعوب العربية جميعها احتفلت بعاصفة الحزم, ليس من منطلق أنها حرب على قوى الشر, وإنما لأنها أعادت للأمة كرامتها وعزتها، وجعلتها رقماً فاعلاً على المسرح الدولي.
نقطة في غاية الأهمية يجب أن نتنبه لها؛ ألا وهي مسألة العلاقة مع الشيعة العرب, يجب ألا نخلط بين الشيعة العرب سواء في دول الخليج أو غيرها فهؤلاء مختلفون كلية عن شيعة إيران الصفويين, نعرف أن بعض الشيعة العرب السذج غرّرت بهم آيات الشيطان وزجّت بهم في أتون المعارك الطائفية، وهي في الحقيقة تريد استعبادهم لعرقهم العربي حتى ولو كانوا شيعة, ولكن هؤلاء المساكين ضلوا في العقيدة أولاً، ثم ضلوا في السياسة ثانياً, فتحوّلوا إلى خدم وعبيد لدى الفرس الصفويين.
والله المستعان.