جاسر عبد العزيز الجاسر
يستغرب المتابع لمواقف الدول وممثلي الأحزاب العربية، وخاصة الذين يحتلون مراكز متقدمة في دولهم كوزراء وقيادات، فبدلاً من أن يدافعوا عن مصالح بلادهم الوطنية ويوفوا بقسمهم عندما تسلموا مناصبهم السيادية بأن يكونوا أمناء ومحافظين لمصالح بلدانهم الوطنية، نراهم في الأزمات والقضايا التي يشهدها الإقليم يتحررون من التزاماتهم الوطنية، ويتجاهلون ما أقسموا عليه، ويسيرون خلف رؤية وموقف قوة إقليمية غير عربية أثبتت الأحداث أنها تعمل ضد المصلحة العربية القومية العليا.
ففي لبنان ينبري الوزير حسن خليل وزير المال في حكومة تمام سلام، وهو الذي يمثل حزب إيران (حزب الله) في الحكومة الائتلافية للاعتراض على ما ذكره رئيس الحكومة تمام سلام في القمة العربية في شرم الشيخ وتأييده لعاصفة الحزم ودعم قوات التحالف العربي للشرعية في اليمن.
طبعاً موقف حسن خليل تحركه المخاوف الإيرانية وقلق عملائهم، ومنهم حسن خليل وحزبه من أن عاصفة الحزم ستجرف في اندفاعها عملاء إيران في الإقليم بأكمله بدءاً من اليمن، وستتبعه الأقطار الأخرى التي كان أسياده في طهران وقم يفاخرون بأنهم يسيطرون عليها في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. وتعالي صراخ هؤلاء العملاء في بيروت وبغداد يعرف المستمع والمتلقي العربي أسبابه وأبعاده، إذ يعلم الجميع بأن الدور سيكون عليهم بعد أن يتم التخلص من الحوثيين. ولهذا كان رد الفعل على المرتبطين بنظام ولاية الفقيه صاعقاً، فهم يعلمون أن الدور سيأتي عليهم، فبعد صنعاء وعدن سيتم إبعاد النفوذ الإيراني عن دمشق وبيروت وحتى بغداد والبصرة، إذ إن عاصفة الحزم ما هي إلا البداية التي تنبئ باستيقاظ المارد العربي المسلم السني الذي يصفه حسن نصر الله هازئاً بـ(التنابل)، هؤلاء التنابل يا عميل قم وطهران يستيقظون بقيادة من أسقط من تحلمون بعودتهم في ذي قار والقادسية، ولعل هذا ما دفع ممن ينحدرون من أصول فارسية من الساسة العراقيين على الاعتراض على انضمام العرب وباكستان إلى عاصفة الحزم. فالمدعو همام حمودي نائب رئيس البرلمان العراقي يعاتب رئيس البرلمان السوداني على مشاركة السودان بعاصفة الحزم، فيرد عليه السياسي السوداني بأن بلاده لا يمكن أن تتأخر عن الركب الذي يدافع عن الأمن القومي العربي، فالسودان مثل غيره من الدول التي التحقت بعاصفة الحزم لم ينساق وراء المزاعم الإيرانية والتي يرددها -للأسف- سياسيون وقادة رأي عام في دول عربية تخضع للنفوذ الإيراني، ومنهم حسن خليل وجماعته في لبنان، وهمام حمودي في العراق بوصفهم عاصفة الحزم أنها ترجمة لصراع طائفي، في حين كل الخبراء والباحثين ومراكز الدراسات تصفها بأنها يقظة عربية إسلامية لمواجهة الغطرسة الفارسية والتي روجت لمصطلحات الهلال الشيعي، القبضة الفارسية، وللإمبراطورية الفارسية التي عاصمتها بغداد. وإذ طغت مشاركة الدول العربية الإسلامية السنية في عاصفة الحزم، فلأن العرب والمسلمين جميعاً أغلبهم وبنسبة تقارب الـ90% من المسلمين السنة عرباً وغير عرب.