جاسر عبد العزيز الجاسر
مع أن الحروب تشهد تجاوزات وممارسات تخرق السلوك الإنساني، إلا أن هناك كثيراً من الضوابط تلزم الأطراف المتحاربة عدم الخروج عنها، وإلا اتهموا بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، ومن أهمها: عدم استهداف المدنيين والسكان، ورفض انخراط الأطفال في القتال وعدم السماح بتجنيدهم.
ومع كل هذا، رصدت المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان العربية والدولية واليمنية العديد من التجاوزات التي ترتكبها مليشيات الحوثي وجماعة علي عبدالله صالح في المعارك الدائرة، فبالإضافة إلى رصد العديد من المقاتلين الذين يحاربون مع مليشيات داعش، بالتحديد عدد كبير من الأطفال اليمنيين الذين تقل أعمارهم عن الـ15 عاماً، وبعضم بالكاد يتجاوز العشرة أعوام، وقد أظهرت الصور الملتقطة لهم مناظر مبكية مضحكة في الوقت نفسه، فقد أظهرت الصور تجاوز قطعة السلاح التي يحملها المجند الحوثي قامته، فالمدفع الذي يحمله والذي يضعه على الأرض بين الفينة والأخرى أطول منه، كما يزيد من ثقله شريط الرصاص الذي يتحزم به، وهؤلاء الأطفال الذين لم يصل بعضهم إلى مرحلة المراهقة يتعرضون للقتل إذا ما فكروا بالانسحاب من المعارك. وقد رصد الناشطون السياسيون اليمنيون الذين يسجلون الخروقات الحوثية وما ترتكبه جماعة علي عبدالله صالح وجودَ فرق للموت، مهمتها قتل كل من يتراجع سواء الذين يقاتلون في صفوف الحوثي أو في القوات الموالية لعلي صالح، وقد قُتل يوم الثلاثاء ستة جنود في أحد الألوية التابعة لجماعة علي صالح بعد رفضهم المشاركة في قتال أهلهم في الضالع.
وتتواصل جرائم الحوثيين باستهدافهم المدنيين وسكان المنازل في المدن التي يتعرضون فيها إلى خسائر ويُجبرون على الانسحاب منها، ففي مسعى من هذه العصابات المسلحة لتعويض خسائرهم اتجهوا إلى الانتقام من القبائل والمدنيين خصوصاً الذين اعترضوا تمددهم في محافظات اليمن، وقد شهد الشريط الساحلي في مدينة عدن وحي السعادة في اليمن تكثيفاً لقصف المنازل، انتقاماً من المواطنين الذين منعوهم من الاختباء في منازلهم واستعمال (سطوح العمارات) لقنص المارة ونصب راجمات في باحات المنازل، وقد زاد من كثافة القصف الموجه للمنازل التي تمنع الحوثيين من تحويلها إلى دروع والتخفي بين السكان، وهو ما رفع الإصابات في عدن. ورصد الناشطون الحقوقيون اليمنيون جريمة لا أخلاقية ارتكبتها عصابات الحوثي وجماعة علي عبدالله صالح التي قصفت مصنعاً للأغذية والألبان في مدينة الحديدة مما تسبب في قتل 29 من عمال المصنع، وجاء قصف المصنع لدعم مزاعم الإعلام الموالي للحوثيين وعلي صالح بأنه استهداف من قبل طائرات التحالف، إلا أن الحقيقة أن قصف المصنع بقاذفات مدفعية جاء رداً على رفض المسؤولين عن المصنع قيام الحوثيين بنصب مضادات للطائرات في محيط المصنع، مثلما فعلوا مع العديد من المنشآت والمنازل اليمنية، وهدف الحوثيين من قصف المصنع مدفعياً تحقيق هدفين: الأول إرهاب أهل الحديدة في أنهم سيواجهون مصير مصنع الألبان نفسه، وثانياً الترويج بأن التحالف هم الذين دمروا المصنع، رغم أن هناك فارقاً في نتائج القصف المدفعي، والقصف الصاروخي الذي يزعم الحوثيون بأنه أصاب مصنع ألبان الحديدة.