جاسر عبد العزيز الجاسر
يتساءل العديد من المواطنين والإخوة العرب وحتى من خارج الوطن العربي عن زمن (عاصفة الحزم) وكم تستغرق من أيام أو أشهر حتى تتوقف..؟
الإجابة على ذلك تعتمد على مدى استجابة الطرف المقابل، والمقصود هنا هم الحوثيون وعلي عبدالله صالح وأنصاره وكذلك نظام طهران، فإذا استجاب الحوثيون وعلي صالح وأنصاره وانخرطوا بالعمل السياسي وتخلوا عن الأسلحة التي نهبوها من الجيش وسلّموا الوزارات والإدارات إلى الدولة واعترفوا بشرعية الرئيس عبد ربه منصور، وابتعد علي صالح وأبناؤه عن حياكة المؤامرات و(تقاعدوا) سياسياً يمكن أن توقف الحرب وبالتالي تحقق عاصفة الحزم أهدافها التي تنحصر في إعادة الشرعية وتمكين الشعب اليمني من حكم نفسه دون تسلط أو فرض إرادة سواء كانت أجنبية أو طائفية.
أما إذا ما تعنت الحوثيون وقوات علي صالح وظل (عافش) علي صالح يواصل حبك المؤامرات وتتسرّب مساعدات إيران لهما، فلا بد أن تستمر عمليات عاصفة الحزم حتى تحقق أهدافها، وقد تستمر وقتاً، إلا أنه لا يمكن أن يكون طويلاً، وللتذكير فإن العمليات الجوية والغارات التي وجهت لقوات صدام حسين المحتلة لدولة الكويت استمرت لفترة قبل أن يعقبها الاجتياح البري الذي طرد قوات صدام.
في اليمن تتشابه بعض المعطيات مع ما حدث في الكويت وتختلف في بعض الشيء، وأهم ما يختلف عمّا حصل في الكويت أن الأطراف المستهدفة هم من اليمنيين، وهم وإن دفعتهم الأطماع والسعي وراء السلطة كما هو بالنسبة لعلي صالح وأنصاره، وقبول العمل كعملاء لنظام إيران بالنسبة للحوثيين، فإنهم في النهاية يمنيون لا يمكن إخراجهم من اليمن مثلما حصل مع جيش صدام.
إذن فالمطلوب تجريد هؤلاء من قوتهم التي هي في الأساس قوة الجيش اليمني الذي وظَّفه علي صالح لخدمة أطماعه ووضعه في خدمة الحوثيين، ومن ثم بعد ذلك قبولهم من قبل اليمنيين أنفسهم كأطراف تشارك في العمل السياسي الوطني وفق نسبهم الديمغرافية وتمثيلهم الشعبي دون استقواء سواء بالقوة العسكرية أو بالأجنبي، مثلهم مثل باقي القوى السياسية اليمنية.
والآن كيف يتم تجريد الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح من قوتهم العسكرية التي يرهبون بها الشعب اليمني، طبعاً لا بد من مواصلة غارات قوات التحالف العربي لاستهداف مخازن الأسلحة وقطاعات القوات الحوثية والموالية لصالح، وتدمير القواعد ومنصات الصواريخ وأي جهد عسكري يساعدهم على المعاندة فترة أطول.
المعلومات التي تتسرَّب من الداخل اليمني تذكر أن الحوثيين وجماعة علي صالح يوزعون الأسلحة والمدافع والمنصات المضادة للطائرات وراجمات الصواريخ والصواريخ الحرارية داخل المنازل والمدارس والجامعات، وأن جامعة صنعاء وحدها نشرت فيها العديد من راجمات الصواريخ، والهدف طبعاً تحويل كل هذه الأماكن إلى دروع لحماية قواتهم المعادية للشعب اليمني، ورغم دقة إصابات قوات التحالف التي تصطاد أهدافها بـ(الليزر) إلا أنه لا بد من سقوط ضحايا في الأماكن التي نشرت فيه الأسلحة التي سلبها الحوثيون من الجيش اليمني على أقلها رجيع مضادات الطائرات وراجمات الصواريخ، وهنا يتطلب من المواطنين اليمنيين الابتعاد عن هذه الأماكن، بل حتى الخروج من المدن والتوجه للريف وخصوصاً أنهم جميعاً لهم أماكن إقامة في مناطقهم الريفية.
الشيء الآخر المهم والذي سيعجِّل بانتهاء الحرب هو مشاركة المواطنين في دعم جهود قوات التحالف بالإبلاغ عن تحرك قوات الحوثيين وجماعة صالح، ويا حبذا لو خصصت أرقام هواتف تتيح للمواطنين الإبلاغ عن تلك التحركات، طبعاً بالإضافة إلى تكثيف مقاومة رجال القبائل الذين يبلون بلاءً حسناً في مقاومة الحوثيين وجماعة صالح ويجب على التحالف إيجاد طريقة لدعمهم بالسلاح والمال وهو ما يجب أن يتحقق مع شباب اللجان الشعبية في عدن وتعز وغيرهما من المدن اليمنية.