عبدالله العجلان
جاءت (عاصفة الحزم) بمعناها وأهدافها وقيمتها وانعكاساتها الإيجابية المتعددة للوطن ولنا نحن المواطنين وللأشقاء في اليمن وللأمتين العربية والإسلامية ولكل من ينشد الأمن والحرية والعدالة والاستقرار.. جاءت لتنصف بلادنا وقادتنا وأبطالنا، ولتثبت من جديد أننا - بحمد الله - في وطن وفاء وعز ومجد وخير وكرم، ينصر المظلوم، يقف مع المحتاج، يدعم كل ما من شأنه توحيد الأمة والنهوض بها وبمقدراتها والمحافظة على مكتسباتها، وفي الوقت نفسه يتصدى بجد وإصرار وحزم لمن يتمادى بطغيانه وفساده واعتدائه على أي شبر من تراب الوطن الطاهر الكبير..
في هذه الأجواء الحماسية العاطفية الوطنية الواسعة والشاملة لأرجاء ومكونات الوطن كافة أجدني مهتماً ومتحفزاً للحديث عن كيفية الاستفادة منها باتجاه تصرفاتنا وأفكارنا واهتماماتنا، وبخاصة في مجال الرياضة، بعد أن بلغت في برامجها وأطروحاتها الإعلامية وملاسناتها المؤذية ومشاحناتها الجماهيرية والرسمية حداً مأساوياً مفجعاً، يؤثر على ثقافة وعطاء وسلوك ومستقبل المجتمع، وتحديداً فئة الشباب. أتمنى أن تُستثمر عاصفة الحزم إعلامياً لتغيير وتطوير فكر وطاقات واهتمامات الجماهير الرياضية؛ لتكون منتجة وعملية ومفيدة في مختلف مجالات الحياة..
لقد مللنا كثيراً وتألمنا أكثر من صخب الرياضة الفارغ، من تصاعد لغة الكراهية والعدائية، من تحول إمتاع الكرة وفنونها وإثارة منافساتها داخل الملاعب إلى حروب وصراعات خارجها في التويتر وشاشات التلفزيون وعلى أغلفة المجلات وأعمدة الصحف.. فأصبحنا أمام واقع رياضي مخيف، لم تتدهور نتائجه ومستوياته فحسب بل خسر فيه المشجع أعز أصدقائه، وأهمل أسرته، وأخفق في أداء عمله، وانهارت أعصابه، وانقلب إلى شخص محتقن ناقم متأزم دائم التوتر.. صارت الكرة بسبب ذلك تشكّل الخطر الكبير والضرر البالغ على حيوية وتطور وتماسك وتناغم المجتمع، وساد التعصب والشك والريبة والضغينة حتى في التعاملات والمعاملات والعلاقات الأخرى غير الرياضية..
اليوم ونحن نتابع بفخر واعتزاز انتصارات صقور سلمان وتضحيات أبطالنا البواسل، وكذلك حرص القيادة والأجهزة العسكرية والأمنية على الدفاع عن الوطن والمحافظة على سمعته ومكانته المرموقة إقليمياً وعالمياً، مطلوب من الجميع في زخم المشاعر الوطنية وفي سائر قطاعات الرياضة، وبخاصة كرة القدم، أندية ومنتخبات واتحاداً ولجاناً وإعلاماً وجماهير، التوقف عن هذا العبث الهستيري المدمر الذي لا طائل منه سوى المزيد من التشنج. الوطن الجديد المنطلق إلى السمو والعلياء في السياسة والحرب والسلم والعلم والبناء والتنمية لا يليق به أن تشوهه وتسيء إليه وتعطله مثل هذه التصدعات والمماحكات الكروية السخيفة.. اليوم في زمن القائد الفذ سلمان ومعاونيه الأمير مقرن والأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله - علينا جميعاً في المجالين الرياضي والإعلامي، كلٌّ في موقعه، أن نساير هذه المرحلة التنموية المضيئة المشرفة المبهجة، ونرتقي بتصرفاتنا وإدارة شؤوننا وحواراتنا وطريقة تفكيرنا؛ لنكون مجتمعاً إيجابياً داعماً ومعطاء وقدوة لجيل شاب، نتحمل نحن إحباطه والتأثير عليه وزرع المعوقات والأخطاء في طريقه.