عبدالله العجلان
سعدت كثيراً كما ابتهج زملاء ورياضيون كُثر بالخبر الذي نشرته الجزيرة عن اقتراب الأمير سلطان بن فهد من العودة لرئاسة اتحاد الكرة. ومرد سعادتي هذه ليس بسبب مكانة وخبرة ونجاحات سموه فحسب، وإنما للظروف الصعبة التي يمر بها الاتحاد والأخطاء الجسيمة التي يرتكبها بحق الكرة السعودية؛ وبالتالي فإن الأمير سلطان هو الرجل المناسب والمسؤول القادر أكثر من غيره في هذا التوقيت الصعب على قيادة اتحاد الكرة في مرحلة مفصلية حساسة، لا تحتاج إلى مزيد من الانتظار لوقت أطول والمجازفة برئيس آخر..
كلنا نعرف جيداً من هو سلطان بن فهد؟ ولماذا أُطلق عليه لقب وجه السعد؟ وكم منجزاً للأخضر تحقق بحضوره وتحت إشرافه ومتابعته؟ وكيف استفاد من مرافقة وإدارة وخبرة أخيه الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله -؟ لهذه المبررات وغيرها تتأكد لنا أهمية وجود مسؤول بمكانة وسيرة وحكمة وشعبية الأمير سلطان، كما أثبتت المواقف والأحداث أن اتحاد الكرة لا يمكن أن يدار بالطريقة ذاتها التي اختير بها الأستاذ أحمد عيد، وقد شاهدنا كيف عجز الاتحاد عن الوقوف في وجه ضغوط ونفوذ وتدخلات أندية بعينها، لن يكون لها ذلك في حالة ترؤُّس الأمير سلطان الاتحاد الذي يدرك متطلباته ويعرف ظروفه وأدق تفاصيله..
بالمناسبة، لو كنت مكان أحمد عيد في هذا الوقت الصاخب المضطرب، وتأكدت من أن الأمير سلطان لديه الرغبة برئاسة الاتحاد، وحتى لا أخسر المزيد، لبادرت وقدمت استقالتي، وعندها أجزم بأن الوسط الرياضي برمته سيقف احتراماً لهذا الموقف الوطني المنقذ للكرة السعودية..
حصاد الضياع!
من المؤلم والمحبط أن نرى دولاً آسيوية بل خليجية تتقدم وتتطور كروياً، وتستعد لاستضافة مونديال 2022م، كما قطر الشقيقة، وأمم آسيا 2019م في الإمارات، بينما يتفرغ اتحاد الكرة وننشغل نحن بكل فئات ومكونات الوسطين الرياضي والإعلامي بقضية شكلية هامشية، كالترشح لعضوية المكتب التنفيذي الآسيوي، وكأنه لا ينقص كرتنا المتعثرة المتدهورة سوى هذا المقعد التعيس، في وقت كنا ننتظر فيه العمل والتخطيط من أجل الارتقاء بالكرة السعودية، وضبط وتنظيم الجهات واللجان المسؤولة عن إدارتها..!
ومن المؤسف والمخجل أن نتوقف في انتقادنا ومحاسبتنا لرئيس اتحاد الكرة الأستاذ أحمد عيد عند موضوع ترشحه لهذا المنصب، في حين نغض الطرف ونتجاهل سلسلة الأخطاء الأخرى الفادحة التي أثرت سلباً في مستوى ونتائج منتخباتنا وأنديتنا ومسابقاتنا، إضافة إلى أنه في هذا الجانب تحديداً يمارس حقه المشروع، سواء في هذا المنصب أو غيره، كما أن التركيز عليه بهذا الشكل المبالغ فيه سيكون على حساب الملفات والقضايا الأخرى الأكثر أهمية، وهو ما حدث بالفعل حينما تم تناسي فضائح الانضباط والحكام المدوية بعد مباراتي النصر أمام الرائد ثم الخليج، وما صاحبهما من ردود أفعال كشفت الكثير من مآسي وتجاوزات وتخبطات هاتين اللجنتين..
تذكرت وأنا أسمع وأقرأ الجدل البيزنطي حول الترشح ما كان يدور في سالفة شارة القيادة بين نور وياسر، ثم كريري وهوساوي، لدرجة أن الكثيرين اختزلوا كل بلاوي ومشاكل المنتخب الإدارية والفنية وسوء نتائجه في هذه الجزئية التافهة، وهل بعد تفكير كهذا نرتجي تطوراً..؟!
من الآخر
· إذا لم يتم التصدي لحالات الاعتداء والتجاوزات تجاه الحكام ومسؤولي الاتحاد، التي عادة ما تصدر من بعض إداريي الأندية، فمن المؤكد أن القادم سيكون أسوأ وأكثر وأخطر..
· من يشاهد تألق اللاعبين السعوديين، وبخاصة الصاعدون منهم، كما عبدالله عطيف في الهلال، وكآخرين في النصر والاتحاد والأهلي والشباب، يتألم ويتساءل عن سر الإصرار على التعاقد مع أشباه اللاعبين الأجانب بعشرات الملايين..
· والمبدأ نفسه ينطبق على المدربين السعوديين. لا حظوا نجاح المدربين سمير هلال في النهضة وخليل المصري في الطائي..
· أمام عمر المهنا وأعضاء اللجنة والحكام عموماً مسؤولية دينية أولاً، وأخلاقية ومهنية ووطنية ثانياً، بالحرص على إدارة المباريات المصيرية القادمة باهتمام وعدالة، وإعطاء كل ذي حق حقه، سواء بالنسبة للباحثين عن البطولة والمراكز المتقدمة أو الهاربين من الهبوط، ليس فقط في دوري جميل وإنما في دوري الأولى والثانية، وكذلك تصفيات الصعود في دوري الدرجة الثالثة.