عبدالله العجلان
مرَّ على انطلاق رالي حائل الدولي 10 سنوات، هي في تقديري كافية لتقييمه ومعرفة ما له وما عليه، إيجابياته وسلبياته، وخصوصاً أنه أصبح مشهوراً ومهماً ومؤثراً، ليس في منطقة حائل وحدها، بل على مستوى رياضة وشباب وسياحة وثقافة المملكة..
كنا وما زلنا نعاني عزوف الكثيرين من السياحة الداخلية، والاتجاه بكثافة إلى دول خليجية، ولا نقول أوروبية. ولكم أن تتخيلوا حجم المليارات المغادرة وغيرها من الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية. ومثل رالي حائل - بحسب موقعه وتوقيته وطبيعته، وأيضاً عراقته - مؤهلاً بقوة ليكون وجهة سياحية سعودية مناسبة لجميع الفئات والمناطق السعودية؛ الأمر الذي يجعلنا نتطلع إلى تفعيله والتفاعل معه والاستفادة منه، سواء على الصعيد الحكومي أو المؤسسات والشركات والأفراد..
وفي هذا الجانب الحيوي والضروري أتمنى ألا نجعله يتوقف على جهة دون أخرى. كلنا معنيون ومساهمون في تطويره والارتقاء به، أو العكس. لا بد من فهم أن الجميع شركاء بطريقة أو بأخرى في التعامل مع الرالي ودعمه باعتباره مشروعاً وطنياً قبل أن يكون حائلياً، عندها أجزم بأنه سيحقق المزيد من النجاحات، وسينتقل إلى مرحلة أكثر نضجاً وشهرة وتأثيراً إيجابياً على حائل المنطقة والإنسان والوطن والمواطن بشكل عام..
لا يصح إلا الصحيح!
يكفي الجمعية العمومية لاتحاد الكرة المعطلة أنها بتحركاتها بقيادة الخبير خالد المعمر ساهمت في حضور وفد الفيفا لتقصي الحقائق، الذي بدوره خاطب يوم أمس الأول السبت الاتحاد السعودي مطالباً إياه بعقد جمعيتين عموميتين، الأولى عادية، والأخرى غير عادية، وكذلك سرعة البدء بوضع النظام الأساسي للاتحاد. والاهم من ذلك أنه سيتابع تحركات وإجراءات الاتحاد، وسيقوم بإرسال مراقبين لهاتين الجمعيتين، في الوقت الذي لم يُبدِ فيه أية ملاحظة قانونية أو تنظيمية على الجمعية العمومية..
في مثل هذه المواقف المرتبطة بمصير وحاضر ومستقبل الكرة السعودية لا يوجد بين اتحاد الكرة والجمعية العمومية منتصر وخاسر، وما قرره الاتحاد الدولي في خطابه الأخير لا يجوز تفسيره بأي حال من الأحوال على أنه مع أو ضد طرف على حساب آخر، وإنما من المفترض أن نفهمه ونتعامل معه كإعلاميين وكذلك كمعنيين في الاتحاد والجمعية العمومية على أنه تصحيح لأخطاء في مرحلة صعبة حرجة مفصلية للكرة السعودية، تحتاج لتجاوز المحبطات ومعالجة السلبيات بلا عناد ولا مكابرة ولا تسويف ولا مماطلة من الجميع، وبمعزل عن لغة الملاسنات التي يغذيها ويؤزمها إعلاميون لهم حساباتهم وأهدافهم الخاصة..
خلاصة القول، وحتى لا نستمر في دوامة صراعات غير مجدية، المتضرر الوحيد منها الكرة السعودية (أندية ومنتخبات وجماهير)، على اتحاد الكرة بمختلف مكوناته ولجانه تغيير أسلوبه الفوضوي الذي كان عليه منذ بداية انتخابه، والعمل على ضبط إدارته ونوعية قراراته، وإدراك أن الاتحاد الدولي سيحرص من الآن ومستقبلاً على مراقبة كل قراراته ومدى التزامه وتطبيقه للوائح والأنظمة. وفي المقابل على أعضاء الجمعية العمومية إعادة تنظيم برامجهم وأفكارهم وفق خطة العمل الواردة في خطاب الفيفا..
كلاسيكو الأقوياء
أياً كانت نتيجة كلاسيكو البارحة (النصر المتصدر والأهلي الوصيف)، كل منهما يستحق وجدير ومؤهل لإحراز الفوز، إضافة إلى التقارب الشديد بينهما في كل شيء، وإن كان الأهلي يتفوق بمدربه المتميز جروس. رقمياً إن فاز النصر ووسع الفارق عن منافسه الأهلي إلى ثماني نقاط فبالتأكيد تتويجه بلقب دوري جميل أصبح مسألة وقت، كما أن التعادل سيزيد من حظوظه، وسيجعله أكثر ارتياحاً في المباريات المتبقية. أما فوز الأهلي فيعني أن اللقب بات قريباً من الراقي نظراً لصعوبة المواجهات المتبقية للنصر، إلى جانب أنه سيمنح فريقي الاتحاد والهلال بصيصاً من الأمل في المنافسة..
بعيداً عن الإثارة المتوقعة في لقاء الأمس، والنتيجة المترتبة عليه، سواء لصالح النصر أو الأهلي، إلا أننا أمام حقيقة تؤكد تفوق الفريقين هذا الموسم على بقية الفرق، حتى والنصر يتعثر ويغير مدربه؛ ما أدى إلى تراجعه عن مستواه في الموسم الماضي. الأهم من ذلك أن هذا التفوق تزامن مع الأزمات التي عانى منها الاتحاد بداية الدوري، وكذلك الحالة المتردية للهلال فنياً وإدارياً، وفوز أحدهما ليس فقط في لقاء أمس بل الدوري لن يكون أمراً مستغرباً، سواء الأهلي أو النصر..
أمنياتنا أن يكون اللقاء قد ظهر بالمستوى اللائق بموقع وقوة الفريقين وطموحات جماهيرهما وجماهير الكرة السعودية، وألا ينتج لنا المزيد من الضجيج والتشكيك والتأزيم..