بدأ معرض الرياض الدولي للكتاب تحت عنوان (الكتاب تعايش) اعتباراً من 3/جمادي الأولى واستمر حتى 23 جمادي الأولى 1436هـ في مدينة الرياض ولا شك أن هذه المبادرة شدت الكثيرين من هواة الكتب والمثقفين رجالاً ونساء في مملكتنا الحبيبة ولكن الكتب التي عرضت معظمها من الكتب التي كانت معروضة منذ العام الماضي في المكتبات ولم تلق الرواج المناسب وتم عرضها في معرض الكتاب الحالي.
ووصفه الدولي التي وصف به المعرض لا تمت للواقع بصلة فلا توجد كتب مترجمة عن اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية إلا النزير منها وإنما بعض الكتب من الدول العربية إلى جانب الكتب الخليجية.
ومن حيث المحتوى فإن معظم الكتب عبارة عن قصص وروايات في زمن لم تعد القصة أو الرواية من الاتجاهات الهامة في الكتابة وقد أعجبني كاريكاتير نشرته جريدة الجزيرة رجل يريد أن يطير وتحته قصص وروايات ولا يستطيع الطيران لأن القصص والروايات تعيقه عن الطيران.
وكل يوم منصة للتوقيع على الكتب التي يشتريها المواطنون ولا أدري ما هي أهمية التوقيع على الكتب من مؤلفيها وما هو المعيار للتوقيع هل للاحتفاظ بها مع هذا التوقيع أم لأن قراءتها في هذه الحالة تكون أكثر شفافية من الكتب غير الموقعة من المؤلف.
وأسعار الكتب في معظمها تزيد حوالي 30% إلى 40% من ثمنها الحقيقي الذي تباع به في المكتبات والمفروض أن يكون العكس صحيح وأن تكون الكتب أقل من سعرها في السوق حتى تجتذب زوار المعرض وتشجعهم على اقتناء الكتب الجيدة (جريدة الشرق).
ولقد انخفضت أعداد الزائرين للمعرض الدولي للكتاب عن العام الماضي بنسبة تصل إلى 40% , حيث أصبح الأمر روتينياً وليس فيه أي شيء جديد يمكن أن يجذب الزائرين (جريدة الشرق).
وكان من الأولى أن يكون هناك تحديد في المحتوى وتخفيض في الأسعار وجذب للكتب الجادة وليس عرض للقصص والدوريات التي يشاهدها الشخص في أغلب الأحيان على التلفاز وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وقد تم إخراجها وتمثيلها.
أما محتوى القصص والروايات فهو ضعيف ودون المستوى وبعضها تافه يحكي قصة رجل مسكين يعيش في الطرقات والناس تحسن إليه وقد اتسخت ملابسه وهذه الصورة وما يحدث له لا تمثل قصة بل مجرد صورة من الصور السيئة في المجتمع لشخص مريض نفسياً وليس فيها أي تجديد في المحتوى أو السرد ولا يستفيد القارئ منها بشيء.
لقد مضى هذا الزمن الذي تكون فيه القصة القصيرة مجرد صورة لا تحتوي على مواقف وشخصيات وتفاعل بين الشخصيات وتطور في العلاقات بين تلك الشخصيات وليس الكتاب جمع معلومات من هنا وهناك ومن ثم طبعها وتسويقها من قبل بعض دور النشر التي أكثرها من خارج المملكة.
كما مضى زمن ألف ليلة وليلة والقصص الخرافية وبيت السلطان وأصبحت القصة الواقعية تمثل واقع الحياة بين عدد كبير من الشخصيات في الزمن الحاضر الذي نعيش فيه وتعالج بعض المواقف السلبية
وأخيراً فإنني استغرب تدخل بعض المحسوبين أو الذين يسمون أنفسهم محتسبين عندما حصل منهم موقف في التدخل في محاضرة د. معجب الزهراني أستاذ بجامعة الملك سعود وإيقاف محاضرته عندما تكلم عن (داعش) الإرهابية وقيامهم بتكسير (الآثار) التي تحكي تاريخ وتراث دولة الرافدين مما تسبب في بلبلة وهرج ومرج والإفطار في مكان المحاضرة باعتبار أنهم صائمون في ذلك اليوم مع إقامة الصلاة في المكان نفسه ومحتوى هذا التصرف أنهم ضمنياً يؤيدون داعش على فعلتهم هذه وكان الأولى والأجدى إيقافهم من قبل رجال الأمن وتسليمهم لأقرب مركز شرطة للتحقيق معهم ومعرفة دوافع تصرفهم لأن هذا معرض صدر أمر من ولي الأمر بإقامته وهذا تدخل في شأن الدولة واعتراض على تنظيم هذا المعرض وبرامجه الثقافية وإذا لم يوضع لهم حد فإن تصرفهم هذا سوف يتكرر كما تكرر غيره في الأعوام الماضية من أشخاص محتسبين وهم بعيدين عن الاحتساب ولا يفهمون معناه وأهدافه الروحية والعقائدية, علماً أن الأشخاص المحتسبين والتابعين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمعنيين بالمشاركة في هذا المعرض لم يعكروا صفو الزوار والمتحدثين والمحاضرين لأنهم يعرفون كيف يتدخلون في الوقت المناسب في الأمور التي تتنافى مع عقيدتنا الإسلامية الصحيحة والسليمة من الشوائب والاجتهادات الخاطئة والله من وراء القصد.