الابتسامة مفتاح القلوب.. فهي أقصر طريق إلى القلوب وأقرب باب إلى النفوس، الابتسامة المشرقة، أقوى قوانين الجاذبية للقلوب والأرواح، فهي تعطي الحياة راحة وجمالاً إذا اقترنت بالإيمان والعمل الصالح، فهي الإضاءة الطبيعية لوجه الإِنسان، والإشراقة المنيرة لطريق سعادته وصحته، وهي الشعور النفسي العميق النابع من القلب بالطمأنينة والسرور والبهجة، والرضا وراحة الضمير.
وللابتسامة سحر خلاب يستميل القلوب ويأخذ بالألباب، والمبتسمون غالباً هم من أحسن الناس مزاجاً وأهنؤهم عيشاً وأطيبهم نفساً.
فهل يمكننا أن نتقن فن الابتسامة؟
في اعتقادي أن الابتسامة أفضل وأصعب من الضحك؛ لأن الابتسامة هي ردة فعل للسرور، بينما الضحك قد يكون ردة فعل للألم أحياناً، والابتسامة فعل إرادة وقناعة ورضا تبقى لفترة من الزمن، أما الضحكة فهي تخرج من الإِنسان للحظة أو لحظات وما تلبث أن تتلاشى، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلَّم - يتبسم تبسماً، بل كان يلقى الناس بابتسامة مشرقة، صلوات الله وسلامه عليه.
- نبتسم لأنفسنا، فمن حقها علينا أن نبتسم لها ونُسعدها ونُدخل السرور عليها، بالابتسامة تلتقي الأرواح وتحلو الأفراح، فنحن نبتسم لنُسعد أنفسنا ومن حولنا.
- نبتسم لنتغلب على تيار الضغوط اليومية التي جلبت الكثير من الأمراض كالسكري والضغط والتوتر والقلق والأزمات القلبية كلها من آثار الضغوط التي تعرِض للفرد.
- نبتسم لنزيد رصيدنا من الحسنات، قال - صلى الله عليه وسلَّم - : (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) وقال: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).
- نبتسم محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - وتأسيا به، فقد كان - صلى الله عليه وسلَّم - دائم البشر طلق المحيا، البشاشة تعلو وجّهه الكريم والابتسامة لا تكاد تفارقه صلوات الله وسلامه عليه، فعن عبد الله بن الحارث قال: (ما رأيت أحداً أكثر تبسما من رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم - ) رواه الترمذي وصححه الألباني.
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: ما حجبني النبي - صلى الله عليه وسلَّم - منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي. ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال (اللهم ثبته واجعله هاديا ومهديا) رواه البخاري.
- نبتسم لوالدينا فهما أحق الناس بالابتسامة، «وصاحبهما في الدنيا معروفاً»، أقبل عليهما بالبشر والبسمة، واختم يومك معهما مبتسماً فرحاً. استمتع بجلوسك وخدمتك لهما قبل أن تتمنى وجودهما.
- نبتسم لأقرب الناس إلينا من والدين وزوجة وأولاد فهم أولى الناس بالابتسامة، فكم حُطمت على بريق الابتسامة من الحواجز الوهمية التي نسجها الشيطان فبددت تلك الابتسامة جبال المشاكل التي هي أشبه ما تكون بجبال ثلجية، ما إن تلقاها حرارة الابتسامة إلا وسارعت بالانصهار والذوبان. جرب سحر الابتسامة عندما تتعرض لبعض المشاكل لترى أثر الابتسامة في ذلك.
- نبتسم لرفقاء العمل وجيران المنزل وتلاميذ الفصل.. نبتسم لأحبابنا وإخواننا وجيراننا وأقربائنا، كل أولئك ينتظرون منك ابتسامة تسعدهم بها، ابتسم ولو كنت تتحدَّث معهم بالهاتف ! ابتسم عندما تحقق إنجازاً ولو كان صغيراً فإنَّ ذلك يدفع إلى مزيد من العطاء والإنجاز.
- نبتسم عند ورود المشاكل وتتابع الهموم فإنَّ ذلك من أعظم الحلول لها وما أجمل قول سماحة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال: «الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهموم».
- نبتسم عند الإخفاق لأن ذلك خطوة على طريق النجاح.
- في إحدى الدراسات العلمية وُجد أن الابتسامة لها تأثير كبير على الراحة النفسية، ولذا يحب الناس الأطفال لأنهم أكثر تبسماً!. هذا ما أحببت طرحه والمشاركة به للقراء الكرام.
همسة: لا تنتظر الشكر من أحد، ويكفي ثواب الرب الصمد، وما عليك ممن جحد وحقد وحسد.
- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية