يجب أن يلتزم الجميع بالوعي الديني والحب للوطن الذي يمليه عليه دينه وانتماؤه إلى بلده أو البلد الذي يعيش على ثراه وتحت سمائه، وأن يتجلى ذلك في سائر أمورنا الحياتية حتى تكون تصرفاتنا وعاداتنا وتقاليدنا وألفاظنا وفق ديننا الإسلامي الحنيف.. بعيداً عن نهج وتصرفات غيرنا ممن ليس لهم أي صلة بهذا الدين القويم.. ولا ينتمون إليه بأي حال من الأحوال!.. لهذا وللأسف الشديد تجد من لا يأبه بالقوانين والأنظمة التي سنّها المسؤولون في البلاد خدمة للمواطن والمقيم، وتجد الكثير لا يأبه بذلك بل إلى درجة أن تجد ذلك الشخص لا يُبالي أن يتناول سيجارة الدخان في المقبرة عند الدفن - عافانا الله وإياهم -، أو أن يضحك ويتحدث عن أمور الدنيا والعقارات والتجارة في هذه المقبرة أو وقت العزاء!!.. كالآخر الذي لم يجد مكاناً يكتب فيه عباراته الغريبة إلا جدران المساجد أو المقابر دون أخذ العبرة واحترام وتقدير هذه الأماكن الدينية الهامة!.
كذلك يُوجد من يتصرف تصرفات غريبة في لباسه الذي يُقلّد به الأجانب، لكنه للأسف لا يجعل قدوته الرسول صلى الله عليه وسلم في لباسه وهيئته وهندامه والحرص على نظافة ذلك كله!!.. أضف إلى هذا تلك التصرفات الرعناء والهوجاء لدى بعض السائقين - هدانا الله وإياهم - عند قيادة المركبة والسيارة، فلا هو معتبر للطريق ووسائل السلامة المرورية فيه الموضوعة في هذا الطريق من أجل سلامته وسلامة غيره، ولا هو محترم لإخوانه السائقين أو حتى المشاة الذين يعبرون ويسلكون هذه الطرق!، فتجد اللا مبالاة والكلمات التي لا تليق به كمسلم يجب أن يتصف بالصفات والأخلاق الإسلامية العالية، فأين المرور من مثل تلك التصرفات التي لا تليق؟.. إذ تجد اهتمام المرور بأمور أخرى هي أقل أهمية كالحرص على تسجيل المخالفات بطريقة مبالغ فيها وتأخُّر إنجاز معاملات الناس!!.. كذلك فإنه يُوجد من يأبى إلا أن يشوّه مثل المشاريع والخدمات الهامة والمفيدة ويعبث بها.. مع أنها ما وجدت وأُنشئت إلا له ولغيره، وهناك من يرمي ببقايا القمامة في الشارع العام وطريق الناس، لأنه يرى أن المسؤولية في النظافة تقع على عاتق عمال البلدية!.. لكنه لا يؤمن بمبدأ أن عليه هو الآخر التعاون في نظافة مدينته كغيره ممن عليهم المحافظة على نظافة ونظام مدن بلادنا كلها، وفي المقابل قد لا يتجرأ هذا على اقتراف هذه المخالفات في بلد أجنبي زاره في يوم من الأيام...!!!، وغير ذلك من التصرفات المشينة التي يندى لها الجبين, فليع الجميع مسؤوليته بالوعي الديني وحرصه تجاه وطنه وإخوانه الذين يعيشون معه ويتعامل معهم..
إن الاهتمام المتواصل يأتي في إطار الحرص المطلوب الذي انتهجه أهل هذا البلد الطيب للمحافظة على تعاليم ديننا الحنيف وسنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. كل هذا إذا استمر - بإذن الله تعالى - إنما هو داعم أكيد لتحقيق أفضل الأهداف لبلادنا، والتغلب على تلك السلبيات التي ينتهجها البعض ممن يتصرفون تلك التصرفات التي لا تمت للمواطنة بصلة, وعلينا أن نعمل ما هو مفيد ولصالحنا وصالح وطننا الغالي وسائر أفراد المجتمع الذي نعيش فيه, والعمل يداً واحدة لمحاربة ومواجهة ما يعكر صفو الأمن والأمان - بإذن الله تعالى -، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. وفقنا الله جميعاً لما يُحبه ويرضاه.