تشهد المملكة توسعاً وامتداداً جغرافياً يصاحبه نمو مطرد في عدد المواليد والسكان، بالإضافة إلى ملايين الوافدين الذين بلغ عددهم 7.3 ملايين حسب تصريح نائب وزير العمل مفرج الحقباني والذي أدلى به أثناء الحملة التصحيحية قبل قرابة العامين، حيث يعني هذا التواجد الكثيف للعمالة وبخاصة للعاملين في قطاع التقنية ومبيعات المواد الترفيهية إلكترونية ما هو إلا فرصة ثمينة لهم لدر وكسب الأموال عن طريق إغراء الأطفال بالإسطوانات والألعاب المنحرفة والمخلة للآداب والأخلاق وتتناول موضوعات وقصص إباحية فتمس جانباً الفكر والعقيدة.
ولعل الخبر الذي نشرته صحيفة «الشرق» بتاريخ 15-3-2015م يقطع الشك باليقين:»رصدت الفرق الميدانية التابعة للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في محافظة جدة، عدداً من المخالفات الإعلامية على محلات أحد أكبر الأسواق التجارية الشعبية المتخصصة في بيع الألعاب الإلكترونية في جدة والمعروف بـ»سوق الجنوبية»، وذلك أثناء حملة تفتيشية قامت بها مؤخرًا بالتعاون مع الدوريات الأمنية بشرطة المحافظة وأسفرت الحملة عن ضبط عمالة أجنبية تمارس بيع الألعاب الإلكترونية التي يحتوي مضمونها على مخالفات أخلاقية ودينية، كما تم العثور على مستودع في إحدى البنايات القديمة المهجورة يضم مجموعة كبيرة من الألعاب الإلكترونية الممنوعة في المملكة، وأوضح المتحدث الرسمي للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع إبراهيم الرميح، أن كمية ما تمت مصادرته من تلك الألعاب بلغت 7 آلاف لعبة إلكترونية مختلفة العناوين، وجميعها مسجلة بالمنع، وقيمتها السوقية تقدر بـ 2.000.000 ريال».
قيام الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بواجبها الرقابي (يشكرون عليه)، ومن الضروري الإشارة إليه، فالأمر يتعلق بجيل أمة وقادة المستقبل، فالكميات المضبوطة تعادل في فسادها كميات ضبط المخدرات والمواد السامة، بل فساد وتشويه فكر وعقيدة الطفل أشد تأثيراً وعاقبة من فساد الأجساد والأبدان، المشكلة أن تفشي وانتشار تلك الممارسات والأعمال مستشرٍ ومستوطن في معظم المحلات التجارية لبيع الألعاب إلكترونية وبخاصة المناطق الاقتصادية من المملكة فلا بد من (إستراتيجية موحدة) بالشراكة مع وزارة الداخلية لتعمل بشكل دوري ومنتظم للقيام بعمليات رقابية تضبط وترصد المخالفات وتُرحل المقبوض عليهم بعد تغريمه مالياً وسجنه في حال ثبتت إدانته، لأنهم مفسدون في الأرض ومخالفين للنظام والقانون، فالأمر لا يقبل التسويف أو التردد أو التهاون.
فالتربية مشروع وطني:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم