رقية الهويريني
احتراماً لأصول البحث العلمي أتجنب إطلاق مصطلح (ظاهرة) على السمنة المنتشرة في المجتمع وبالذات بين أوساط الشباب والأطفال!.. برغم وجود إحصائيات لبعض المراكز المتخصصة ولكنها متغيرة بشكل مستمر، فضلاً عن أن انتشار المراكز الرياضية وتخفيف الوزن يدل على تفشي السمنة وتحولها لظاهرة مشاهَدة ووجود معاناة حقيقية منها. وليمكن سبر المشكلة فإنه حري بنا التعرف على درجات السمنة:
1- سمنة خفيفة: وتعني زيادة في وزن الجسم إلى ما يقارب 20% عن الوزن المثالي، وتعد في أول مراحلها، وعادة لا يصاحبها أيّ أعراض مرضية.
2- سمنة متوسطة: وتعني زيادة في وزن الجسم ما بين 20% -40% عن الوزن الطبيعي.
3- سمنة شديدة: وتعني زيادة في وزن الجسم أكثر من 40% عن الوزن المطلوب. ومع الزمن وزيادة درجتها وشدتها تكون غالباً السبب في ظهور وتطور أمراض خطيرة تصيب الإنسان مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وسرطان الرحم عند النساء، والقولون والمستقيم عند الرجال، والتهاب المفاصل والعظام والنقرس، والتهاب المرارة وأمراض القلب الوعائية وبالذات جلطات القلب، وكذلك أمراض الأوعية الدماغية ومنها السكتة الدماغية، وارتفاع كوليسترول الدم والدهون الثلاثية.
وتقاس السمنة من خلال معادلة حسابية تسمى مؤشر كتلة الجسم، وتهدف لمعرفة مدى إصابة الشخص بالسمنة من عدمها ويمكن حسابها عن طريق الدخول للمواقع الإلكترونية الصحية المتخصصة في ذلك، وتعتبر كتلة الجسم طبيعية إذا كانت ما بين 19-25 أما إذا كانت كتلة الجسم تتراوح بين 26 - 30 فيعتبر الشخص فوق العادي، وإذا وصلت بين 31- 35 فيكون الشخص بديناً، وإذا كانت 36- 40 فيطلق على الشخص أنه بدين جداً، وإذا تجاوزت 40 فيعتبر الشخص بديناً بدانة مفرطة جداً.
وسبب السمنة ببساطة هو الأكل المشبع بالدهون مع عدم ممارسة الحركة والمشي، والخلود للراحة والاسترخاء والنوم بعد الوجبات الدسمة. وأصبح من البديهي أن تكتشف سمنة الشباب الذين يتناولون الأكل من مطاعم الوجبات السريعة بتركز الدهون في الصدر والبطن والأرداف، وتجدهم يقصدون المراكز الرياضية للتخلص من السمنة ولكنهم غالباً لا يستمرون أو يتجهون للمطاعم مباشرة بعد ممارسة الرياضة! و(كأنك يا أبو زيد ما غزيت!).
ولأن التربية لا تعني الإرشادات الأخلاقية فحسب؛ بل تمتد حتى للتوعية بنوعية الطعام وكميته وأوقاته، وكذلك النوم وأوقات الراحة والحركة والنشاط.. لذا فإن الأسرة تتحمل كامل المسؤولية عن تفشي السمنة في أبنائها.