محمد المنيف
قبل سنوات طويلة يمكن تحديدها ما بين السبعينات والثمانينات الميلادية. ومن خلال متابعتي للحراك التشكيلي العربي والخليجي.. واخص هنا الخليجي.. كنت أرى ان مستوى الفن التشكيلي العماني هو الأقل أو الأضعف في ذلك الوقت من ببن التجارب التي سبقته.. الكويتية والبحرينية لتأتي لاحقا القطرية والإماراتية والسعودية متقاربات، كون التحارب التشكيلية فيهما جاءت بعد الشقيقتين الكويت والبحرين.
لكن الأمر اختلف حالياً في مستوى الأعمال التشكيلية العمانية بعد التجربة المتمثلة في قيام الجهات المسؤولة في الشقيقة عمان وفي مقدمتها الجمعية العمانية.. المؤسسة الرسمية الممثلة للفنون التشكيلية هناك التي تديرها الفنانة مريم الزدجانية وبدعم واهتمام من الديوان السلطاني بإعداد برامج للفنانين العمانيين لزيارة عدد من الدول الأوروبيَّة والعربية، والاطلاع على تجارب الفنانين فيها، فكان لهذه التجربة نتائجها الكبيرة والبارزة في إنتاج الفنانين العمانيين خصوصا الشباب مع تقديرنا للتجارب السابقة.
هنا أعود لتوجيه السؤال لوزارة الثقافة المعنية بهذا الفن والمؤتمنة عليه بعد ان تسلمته من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي كان وقتها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رئيسا لها، وصاحب الفضل في زرع بذرة شجرة هذا الفن الباسقة اليوم.. لماذا لا تقوم الوزارة باختيار مجموعات من التشكيليين والتشكيليات الشباب بشكل دوري تختار من مناطق المملكة ليكتسبوا الخبرات من خلال برامج زيارات خارج الوطن لمراسم وورش فنانين عرب وعالميين، ولماذا لا تستغل الفعاليات والمناسبات الفنية القريبة مثل بينالي الشارقة وارت دبي لوضعها ضمن برنامج تطوير القدرات الشبابية عند الاستماع لخبرات الفنانين المشاركين ومشاهدة أعمالهم، لنتجاوز بهم مرحلة اكتساب الخبرات العقيمة من اليوتيوب، أو تكرار تجارب محلية اجتهد فيها البعض لكنها ضعيفة مع ما يقدم من دورات من أفراد لا يملكون أبجديات التدريب لنأخذ الجيل الجديد إلى آفاقهم التي أصبحوا يقتربون بها مع أقرانهم في العالم، ويتابعون سير تقدمهم في فنونهم، بينما الفنانون الشباب هنا يدورون حول أنفسهم لا يجدون فرصة للاطلاع عن كثب على أعمال الآخرين.
هذا المطلب يمكن ان نجد له بديلا في حال شعور وزارة الثقافة والإعلام بصعوبته بأن تستضيف معارض عالية المستوى ومن دول متقدمة في هذا المجال، لا ان نتوقف عند اجترار معارض لم تعد مؤثرة ابتعد عنها الكثير وأصبحت المنافسة فيها غير مشجعة لأصحاب الأعمال المتميزة والجديدة والمكتملة البناء، نتيجة ضعف ما يقدم في تلك المعارض والمسابقات.
نصيحتي للوزارة، تعيين مسؤول تشكيلي يعي ما يدور في الساحة ويخطط لمستقبلها، وفقا لما يدور حولنا في الخليج من تقدم أو ما يحدث عالميا ويضع الحلول، لا ان يكون موظف تنظيم معرض أو جمع لوحات.