محمد المنيف
لعبة الفن الحديث بين الصهيونية - الماسونية وأمريكا. هذا هو عنوان كتاب للدكتورة زينب عبد العزيز يقع في 266 صفحة مزود بالصور والإيضاحات، وقعت عيني عليه في إحدى المكتبات العربية فدفعني العنوان لاقتنائه، وسكن مكتبتي فترة طويلة إلى أن رغبت في اصطحاب أحد الكتب في سفري إلى الشارقة ولحضور بينالي الشارقة الثاني عشر بدعوة كريمة من الشيخة حور القاسمي.
البينالي متخصص في الفنون الحديثة والكتاب أيضاً عني به هذا التوجه من الفنون، كما يحمل الكتاب رأيا مخيفا للكاتبة أو الباحثة حول ما تخفيه الكثير من هذه الأعمال اقتصادياً وسياسيا وسعي لطمس الثقافة العربية، ونحن هنا لسنا حيال المطابقة أو البحث عن أوجه الشبه بين ما يقام حالياً من معارض لهذه الفنون وما أشار إليه البحث، كما أن ما جاء في الكتاب يحتمل القبول والرفض أو يتغير فهم ما فيه بتغير الزمن وبتنوع الأعمال، وما تحمله من فلسفة المرتبطة بالفكرة النابعة من هدف راق وسامي خلاف ما تعرض له البحث.
ما جاء في الكتاب جعلني أقترب أكثر من الأدلة التي تثبت ما أعنيه واسعى إلى توضيحه لبعض الفنانين الذين فهموا الفن الحديث بشكل مغاير لحقيقته، مستعيداً الموقف الذي منعت فيه لجنة إجازة الأعمال الرسمية مجموعة أعمال لفنانين سعوديين من العرض في إحدى القاعات المحلية صاحبها من خارج الوطن يحاول إقناعنا أن افتتاحه لتلك القاعة مساهمة لدعم فنون الوطن، مع جزمنا أن الهدف مادي بحت وفتح بوابة حرية الفن دون مراعاة لنظام البلد، كانت تلك الأعمال كما جاء في التقرير مخالفة للقيم والتقاليد.
أعود للمقدمة واذكر بعض ما جاء فيها حيث تقول الدكتورة زينب لربما كان هذا التهريج في الفن الحديث أقل أثراً واقل لفتاً للنظر أو أقل عدما للقيم لو لم يكن مصحوباً في الوقت نفسه (بكلمات أكثر الدجالين مهارة أولئك الذين ابتكرتهم مدار فن النقد الحديث)، لتواصل في مقدمتها بالقول ما جاء على لسان هيلين بارملان (العالم يخضع منذ منتصف القرن العشرين لما أطلقوا عليه غزو الفنون القبيحة).
كما تقول الدكتورة زينب عبد العزيز أن تنوع وتعدد الظواهر التي تزاحمت خلال ثلاثة أرباع القرن العشرين تبدو كأنها تضع حائلاً أمام أي محاولة لاستكشاف الوحدة التي تلم شمل هذه الظواهر، لذلك تبدو محاولة الربط بين هذا التدفق من النظريات والمدارس والمذاهب والحركات الفنية شبه مستحيلة حقاً. إلا أن المعنى الذي يكمن خلفها يحتم ضرورة محاولة المزيد من الفهم.
الكتاب يضم ويحتوى على الكثير من المشاهد والشواهد والآراء التي تكشف الكثير من خفايا هذا التوجه، آمل ان أجد الفرصة لاستعراضه بشكل مفصل.