تغريد البقشي تبحر في أعماق المرأة وتعبر لها عما عجز الرجل عن كشفه
كما قالت مرة جوابا على سؤال عن علاقتها بساعات الصباح أجابت أن للصباح طقوسه أهمها احتساء فنجان القهوة أمام أعمالها، وكاني بها تستأنس بهم تحاورهم، تبحث عما انتهت اليه في عمل جديد لتتمة ما بدأته، أو أن تبحث عن مساحة جديدة تطفيء بها جذوة حماس ابداعها من خلال لوحة بيضاء لتحيلها الى بعض من هواجسها، يمر النهار وتتمنى خلال هذا التوهج ان يبطيء مرور الزمن لئلا يقطع فيما يملأه من مشاغل انهماكها وسعادتها بإنجاز يولد على صوت نسمات الصبح وتغريد العصافير التي تنشد لحن أغاني الفلاحين في واحة الاحساء التي أحبتها واحبت ماضيها وحاضرها واصبحت جزءا من تكوين حياتها رغم ما تعيشه من تطور في كل شيء.. مؤمنة بأن الصبح هو مبعث الحياة ومصدر السعادة والأمل تلك هي الفنانة السعودية الاحسائية النشأة والابداع تغريد البقشي.
جرأة في الأداء وعناوين حالمة
(ومض الالوان، ضوء من الداخل، بياض، ابداعات سعودية، انه قمر وليس برتقالة، أخيرا (طفو)، وتعلق الاجابات).
هي حقيقة الفنان الناجح الذي لا يخرج المتلقي من معرضه دون تلك الدهشة والاسئلة، عرضت الفنانة تغريد البقشي في تلك المعارض بتنوع مواضيعها وعناونيها، جمعت فيها بين حرية التكوين دون خوف من ناقد يبحث عن التفاصيل المملة.. في اللون.. أو الخطوط، أو اختيار العنصر، وبجرأة لا يحدها شيء لكنها لا تتجاوز أو تقفز إطار الهوية أشياء نحسها ونحتاج أحيانًا أن نراها لكنها لا توظف اللوحة لرأي آخر أو لتحقيق رغبة مقتنٍ فالأشخاص يحضرون في لوحاتها بمظاهر عدة كما تحسها لا كما تراها، بالحزن تارة واخرى بالسعادة بعيداً عن الصورة النمطية التي أصبحت مكررة مملة، في لوحاتها حالات إنسانية تتلبس كل من شاهد أي من أعمالها ويشعر أن اللوحة تعنية أو تذكره بشي ما.
مختزل ومخزون بصري وثقافي
لم تكن أعمالها نتاج خيالات عابرة لا تخلف وراءها شيئًا إلا ما قل من الذكريات بقدر ما تمثل دافعًا للأجيال المقبلة لتتعرف على تجارب مبكرة حافظت على موروثنا الفكري والحضاري.
تستوحي الفنانة تغريد عناصر ومفردات أعمالها من الطبيعة التي نشأت فيها حيث نرى للنخلة والطير والزهرة مكاناً وحضوراً مدروساً، الأرض الغنية الكريمة بأهلها وبطبيعتها المتفردة وبتبدل الوان فصولها.
كما تجسد الفنانة تغريد الإنسان المرأة أو الرجل بكل حالاتهم، منفرداً ضمن مجموعته وأقرانه يشاركهم لحظات يومه, ويومهم.
التحام وعلاقة روحية
نشاهد العديد من الصور للفنانة تغريد البقشي مع بعض لوحاتها وكانها تختارهم لأمر ما مع قناعتنا بأن كل أعمالها محببة ومقربة اليها، إلا أننا نتوقع ان هناك علاقة قوية جدًا تربطها بتلك اللوحات أكثر من غيرها، اما بسبب الفكرة لكثرة تحاورها معها، نجزم أن علاقتها بتلك الاعمال تبقى حتى بعد اقتنائها.
المرأة في أعمال تغريد البقشي
لا شك أن أعمال الفنانة تغريد ارتبطت بالانثى وأصبحت بلوحاتها مدافعة عن قضاياها فقلبت فكرة أن المرأة في الأصل في مجال الفن هي موديل للرجل من خلال ابراز الجمال أو للتعبير عن ادوارها في الحياة اما عند الفنانة تغريد فهو البحث عما تخفيه المرأة من احاسيس ومكنونات عاطفية كونها الأكثر جذبًا في العمل الفني لتطرح التساؤل وليس المشاهدة فقط، وبهذا أكدت الفنانة تغريد أن المرأة أكثر صدقاً في التعبير عن جنسها من الرجل.
ففي خطوط الفنانة تغريد البقشي اللينة أو المنسابة مزيج من العواطف والمشاعر، وفي تعابيرالوجه ما يبعث عند المشاهد فراسة قراءة معانيها.
في ابداعها رسالة لا نهاية لها.. رسالة للمجتمع تجمع الثقافة بالتربية من خلال النص البصري الواناً وخطوطاً وكتلاً وظلاً ونوراً على مسطح اللوحة، تحمل رؤى ومفاهيم كثيرة خلف كل لوحة من لوحاتها وليس رؤية واحدة منغلقة فتنمو تلك الرؤى وتتطور بحجم ما تمر به الفنانة من تجربة فنية وزمنية، فالنص البصري عند الفنانة تغريد ليس ثابتاً بل متحرك يتطور وينمو في آفاق تتجاوز أحيانا مختزلها لتخرج عنوة من أعماقها من حيث لا تعلم.. كأنها عائدة من حديث مع شخص ما أو بينها وبين أناس لم تلتق بهم أو تراهم لكنها تحس بمشاعرهم.. مختزلات تراثية وتاريخية وثقافية من بيئتها..
نراها كمشاهدين مساحة تمنحها الفنانة من مخليتها للمشاهدين ليلجوا منها الى ابعد نقطة من ذكرياتهم وهواجسهم.. تتكون كيانات قائما بذاته دون ان تنفصل عن الفكرة التي بوجداننا كتشكيليين.. فيصبح الفضاء الإبداعي بها، بتسخير مما حبانا الله من إبداع وليس بمحض إرادتنا مجالاً رحباً للتفاعل وتحويله الى منجز.
سيرة ومسيرة
تغريد البقشي: فنانة تشكيلية سعودية من الاحساء
- ماجستير في مناهج التربية الفنية - جامعة الملك سعود - الرياض، عضو مؤسس لمجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت).عضو في جمعية البحرين للفنون التشكيلية، كاتبة نصوص أدبية ومقالات نقدية. قدمت ندوات في النقد التشكيلي- السعودية - الامارات العربية المتحدة- رشحت للأوسكار الذهب العربي في مسابقة الإبداع الحر لتصميم المجوهرات - دبي- صنفت في موسوعة أهم 100 سيدة من المملكة العربية السعودية - تضمنت أعمالها التشكيلية كتاب «فنانون سعوديون» أصدر تحت رعاية من مركز الملك عبد العزيز العالمي الثقافي. قدمت اثنى عشرمعرضاً شخصياً داخل وخارج المملكة العربية السعودية.- الأسبوع الثقافي السعودي - كوريا - الأسبوع الثقافي السعودي بمبنى الأمم المتحدة – النمسا- المعرض الثقافي تراث من الصحراء أكاديمية الملك فهد - بون - ألمانيا- معرض الملتقى الثقافي السعودي، صنعاء – اليمن - بينالي بنجلاديش الدولي- بنجلاديش- معرض الاسبوع الثقافي السعودي- الارجنتين- معرض ابداعات سعودية معاصرة دار الاوبرا - قصر الفنون- القاهرة- بينالي المرأة والفنون متحف الفنون، الشارقة، الامارات العربية المتحدة.مهرجان المحرس الدولي الثالث والعشرون – تونس- معرض متحف اللوفر – باريس- معرض فناني منطقة الشرق الاوسط المعاصر جالري ارت سبيس - دبي - معرض عودة المحجبات – لندن- معرض السعودي الهندي متحف الملك عبد العزيز التاريخي - الرياض - معرض سمبوزيوم المتحف العالمي نورد ارت - المانيا - معرض سيدات الرياض متحف ارهوص - الدانمارك- معرض عودة المحجبات لحظ جالري - لندن- المعرض العالمي نورد أرت ألمانيا- المعرض السعودي الهندي في متحف الملك عبد العزيز التاريخي الوطني- الرياض - متحف البحرين الوطني معرض الفن المعاصر والحديث مجموعة المنصورية- البحرين- معرض «نقاش, حب, قانون, سلام» جالري كاب كويت - الكويت- معرض ماركت 338 العش- مساحة جالري الرواق- البحرين.
حاصلة على العديد من الجوازئز منها - جائزة المستوى الأول- معرض الفنانات السعوديات الثاني- الرياض- جائزة المستوى الثاني- معرض الفنانات السعوديات الثالث - جدة- جائزة السعفة البرونزية - معرض الدوري الثامن للفنون التشكيلية والخط العربي لفناني دول مجلس التعاون الخليجي – عمان- جائزة السفير المركز الثاني مركز الملك فهد الثقافي- الرياض- جائزة المفتاحة التشكيلية - أبها جائزة معرض الفن السعودي المعاصر الثاني والعشرون- الرياض.
- monif.art@msn.com