لقد حبانا الله بنعمة ظاهرة وباطنة فنعمة الإسلام ونعمة الأمن والأمان هي من النعم التي تفتقر إليها معظم شعوب العالم، وقد تم هذا بعد توحيد هذا الكيان على يد المغفور له إن شاء الله الملك عبد العزيز عام 1351هـ ولولا الله ثم تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مناحي الحياة التعليمية والأمنية و الصحية والاجتماعية ... الخ، وهناك أيضاً نعمة الرفاهية التي أسبغها الله علينا من المسكن الواسع المشتمل على جمع وسائل الراحة والترفيه إلى السيارة والمال، كل ذلك ينبغي شكره ليس فقط باللسان وإنما بعدم التكبر أو الإسراف في الأفراح والولائم (وشكر النعمة) {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.
قال الله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} صدق الله العظيم، لذا فإن خير الأمور أوسطها ونرى كثير من الناس يقيم ولائم كبيرة في الأفراح تكفي مئات الأشخاص وما يتبقى يرمى أو يعطى لمن لا يقدره فيرميه أيضاً، حتى ولو أن هناك جمعيات تأخذ بقايا الأطعمة ولكن الكثير منا لا ينادي هذه الجمعيات لتأخذ هذا الطعام، وكان الأولى أن يقدم لضيوفه من أهل الزوج والزوجة ما يكفيهم في حدود ذبيحتين أو ثلاث، وبذلك يكون قد شكر النعمة التي أنعم الله بها عليه.
وحالياً وصل سعر الذبيحة إلى (1400) ريـال ولا يكتفي والد المعرس بعشرة ذبائح بل يتعدى هذا الرقم بكثير وطبعاً كلها من الذبائح المحلية؛ حيث يقول الله سبحانه وتعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
وهذا اللقاء في الأعراس لقاء للمحبة والتعارف وإظهار الود وليس من أجل الطعام والشراب وإن كان ولابد يمكن عمل بوفيه من الجاتوه والعصيرات وبعض المشروبات الأخرى الخفيفة، والسندوتشات، فبالإمكان أن يدخل المدعون من أجل السلام ومباركة العريس، فمن له رغبة بتناول شيئاً من هذا البوفيه فليأخذ ما يشاء أو أن يتناول شيئاً من المشروبات سواء كان عصيراً أو قهوة أو شاي ومن ثم يغادر المكان متى ما شاء، وبهذا تتم الفرحة والسرور.
ولكن هذه التكاليف في الأفراح حيث يقدمون في أغلب الأفراح إلى جانب الذبائح بوفيهات عليها بعض المشويات من الدجاج واللحوم والأسماك والفواكه بجميع أنواعها والمشروبات والدعوة التي ترسل للأشخاص لحضور الحفل تتضمن: وتناول طعام العشاء (وهذه العبارة ليست بالضرورة أن تكتب) ولكن البعض يأتي للمجاملة فقط ويتحين الفرص حتى يطلع من قصر الأفراح والذي صارت تكاليفه أيضاً تتراوح بين الخمسين والثلاثين ألف ريـال، وكان الأولى أن تعطى تلك المبالغ للعروسين ليبدأوا حياتهم الزوجية في بحبوحة من العيش أو لشراء سيارة أو قطعة أرض أو أي شيء يمكن أن يفيدهم في حياتهم المستقبلية، بدلاً من أخذ (الديون لإكمال هذا الزواج وتسديده لاحقاً عن طريق الأقساط).
وإشهار الزواج ضروري ولكن ليس بهذه التكاليف الضخمة صالة وطباخين وذبائح وفواكه وبوفيه والأسرة هي حجز الزاوية في كل مجتمع وهي الحصن الحصين بعد الله لكل شاب ولكل شابة ليعمروا الأرض وعلينا تشجيع الشباب على الزواج ولكن مع عدم الإسراف في الأفراح؛ لأن الزواج هو كما يقال: (نصف الدين) لأن فيه عفة وحصانة وحماية للشباب من الانزلاق والتعرض للانحراف - لا سمح الله -.
أعز الله دولتنا الرشيدة وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأدام علينا نعمة الإسلام ونعمة الأمن والأمان والرفاهية في غير إسراف، وحفظ بلادنا من كل سوء وكل مكروه ودمر كل من أراد بنا شر وجعل الله تدبيرهم تدميراً في نحورهم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
آخر الكلام
(من شعر بدرية العطا الله السعيد)
(مليكنا سلمان من قلب نغليك
يا لله عسى أيام عمرك طويله)