وأنا أتابع الأخبار المزعجة عن إغلاق المطاعم من قِبل البلديات في مدن المملكة كافة أجد نفسي أتألم كثيراً لمثل تلك الممارسات التي تصدر من أناس عديمي الأمانة والأخلاق والإنسانية، هدفهم جمع المال على حساب صحة وأرواح البشر دون خوف من الله أو صحوة ضمير في داخلهم، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على هؤلاء الأشخاص الذين تجردوا من الإنسانية. وما يزيد الطين بلة أن كثيراً من الأسماء الكبيرة والشهيرة من المطاعم أصبحت تسابق المطاعم الصغيرة في تقديم اللحوم والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية والمتعفنة، التي نثق بها كثيراً وندفع لها أعلى الأثمان على ما يقدمون لنا من أسوأ أنواع الطعام للأسف؛ ولذلك أقترح أن تكون عقوبة المطاعم الشهيرة مضاعفة؛ وذلك لثقة الناس بهم، ولغلاء الأطعمة التي يقدمونها لعملائهم.
وخطرت على بالي فكرة أعرضها على الجهات الرقابية على مثل تلك المطاعم، وقبل طرحها أشيد بفكرة الحاجز الزجاجي لأماكن الطبخ في المطاعم؛ حتى يطلع الشخص على عملهم، وبعضهم وضع شاشات وكاميرات تبين مراحل الطبخ.
واقتراحي هو أن يفرض على المطاعم تركيب كاميرات تصور كل زوايا المطبخ على مدار الأربع والعشرين ساعة، ولا يحق لصاحب المطعم إيقافها أو التحكم بها، وبين حين وآخر يزورهم المراقبون للاطلاع على لقطات عشوائية مما تم تصويره؛ فلعله يكون رادعاً لإهمالهم وتلاعبهم بحياة الناس، وتكون الكاميرات ضميراً حياً مستيقظاً يذكرهم بالعقوبة التي تنتظر كل مخالف.
وأرى إن تكررت المخالفات أكثر من ثلاث مرات أن يقفل المطعم نهائياً، ولا يمنح تصريحاً لصاحبه للعمل في مجال تقديم الخدمات الغذائية لمدة خمس سنوات؛ ليكون عبرة لنفسه وللآخرين.
كل شيء إلا صحة الناس وحياتهم؛ فهي ثمينة وغالية، ويجب أن يوقف هؤلاء المتلاعبون عند حدهم دون رأفة بهم أو رحمة.
وأتمنى أولاً وأخيراً أن يستيقظ الرقيب الداخلي لدى هؤلاء دون خوف من مراقبي البلدية، بل الخوف من الله والحرص على أرواح الناس وصحتهم، فهي أمانة في رقابهم حتى يوم الدين.