فهد بن جليد
الذاهبون للسينما هذه الأيام، سيحضرون حتماً فيلم محمد هنيدي (يوم مالوش لازمة)، الذي تُقدمه صالات العرض (الخليجية)، لا جدال على نوبات الضحك، والقهقهة التي ستملأ القاعة، نتيجة المواقف المُضحكة واللامنطقية، لأن الفيلم كُتب للضحك، والضحك فقط!.
حضور العائلات السعودية والخليجية لا يتوقف عند شباك التذاكر، سمعت أباً يسأل (بائعة التذاكر) الآسيوية: هل الفيلم عائلي؟ (قود فور بيبي، ماي فاميلي)؟! ترد الموظفة بابتسامة (يس سير)، (آوول سعودي فاميلي كمنق)!.
الفيلم خال من المحاذير التي يخشاها (كُل أب)، عدا (السبع وصايا)؟!.
وهي مُجرد (لفة حشيش فاخرة) جلبها صديق ابن خالة العريس (كنوع من الواجب)، رغم أن (مدير الأمن) يجلس على نفس طاولته دون أن ينتبه! ومُفردها (الاصطباحة المضروبة) التي تناولها (هنيدي) للمرة الأولى في حياته هدية من (ابن خالته)، لينسى هموم (الزواج) ومشاكله، بعبارته الشهيرة يا جماعة (زُقوا) اليوم ده معايا خلوه يعدي!!.
الكل يضحك، من وجهة نظر بائعة التذاكر (نو برُلم)، (كلُه سعودي فاميلي، مبسوط) الأب غشيان من الضحك، الأم (مشغولة) بالسناب شات، وحكايتها (حنا في السينما) يا حليلنا، الصغار وحدهم يلفت انتباههم كل شيء غريب، ويستوعبون أكثر من مُجرد (زعل بوسي)؟!.
هنا تذكرت تحذير المديرية العامة لمُكافحة المخدرات من تداول وترويج (نكات الحشاشين) والحشيش لتأثيرها السلبي، فعلاً مؤلم جداً أن يكون ضحكنا مُرتبطاً بمثل هذه المواقف!.
بكل تأكيد خبرة الأب الضعيفة بـ(السينما)، هي التي جعلته يُخطئ الاختيار، رغم أن التشجيع على (ثقافة السينما) أمر في غاية الأهمية، لزيادة مدارك (الأطفال)، وفهمهم الصحيح (لدور السينما)، لكن الحرمان من السينما ليس مُبرراً (للاختيار العشوائي) عند السفر، فالسينما فيها أفلام مناسبة لكل (الفئات العُمرية)، وهي ثقافة قبل أن تكون مُجرد (جلوس) و(مُشاهدة)!.
حضرت الفيلم (مرتين مُتتاليتين) فقط لأضحك، عند الخروج في كل مرة، كنت اسمع (الصغار) يرددون (زقوا اليوم ده معايا)، و(بوسي زعلانه)، وبكل تأكيد (السبع وصايا)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.