فهد بن جليد
هل نحن في حاجة لتذكير بعضنا بعضاً بـ(حُب فطري)؟ وضعه الله في قلب كل مُولود؟ عندما يحتفل العالم (هذا اليوم) بالأمهات، بـ(عيد الأم)، الذي يُلطفه بعضنا ليقول (يوم الأم) العالمي!.
الواقع نعم، الابن مهما كبر وبلغ من العُمر، يحتاج للتذكير بحق والدته (حية أو ميتة) عليه، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ فهذا الاستحقاق للأم وأجب على كل ابن، ليتذكرها (بهدية أو دعاء)، تُعطي معناً كبيراً مع ضغوطات الحياة المُتسمرة، وديناميكيتها المُتسارعة، ولكن كيف هو الحال مع شبابنا وإعلانات (أمك) المُستغلة لهذه المُناسبة؟!.
هناك نوع جديد من (البِرِّ المُصطنع) بدأ يغزو بعض شبابنا (العاق) للأسف، لا يتجاوز إرسال (مسجات الأم) عبر الإذاعات، وربما سجل (مشاعره) وسجل (أغنية للأم)، وبدأ يرددها وسط صيحات وتصفيق أصحابه، ليشارك بها عبر مُسابقات بعض القنوات الفضائية والإذاعات، لتُشيد به (المذيعة الحسناء)، ويُصفق له المستمعون، بينما (أمه) يحترق قلبها عليه، وتعاني من العقوق والإهمال!.
أي (بِرٍّ) هذا الذي وصلنا إليه؟!.
الأمر في حاجة إلى مُراجعة شاملة، لنحافظ على القيم والمعاني العظيمة، والحقيقة (لبِرِّ الوالدين) الذي هو مصدر رزق وسعادة وفلاح، ونتخلص، ونرفض المظاهر الزائفة، التي هي في الحقيقة مُجرد (غطاء)، يستتر خلفه البعض من خيباتهم، وعقوقهم لأمهاتهم!.
يُمكننا أن نجعل من هذا اليوم فرصة حقيقية لتطبيق وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول من هو أحق الناس (بصحبتك)، بكل تأكيد يستطيع شبابنا ذلك (قولاً وفعلاً) بدلاً من استغلال (مشاعرهم) عبر (رسائل) الـ( إس إم إس) التي تتاجر بها بعض المحطات؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.