د. عبدالواحد الحميد
انتشرت خلال الأيام الماضية إشاعة مفادها أن وزارة التعليم غيَّرتْ شروط الابتعاث إلى الخارج بما يشبه إلغاء فكرة الابتعاث من أساسها كما عرفناها خلال السنوات الأخيرة التي تحققت فيها نقلة هائلة لمسيرة التعليم العالي عن طريق ابتعاث طلابنا وطالباتنا إلى أفضل الجامعات في العالم المتقدِّم.
وكانت هذه الإشاعة مصدر قلق للكثيرين وبخاصة من يعنيهم الأمر مباشرة وهم الطلبة الذين كانوا بصدد الالتحاق بالبعثة والذين كان إلغاء برنامج الابتعاث أو تغيير شروطه بشكل جذري - لو حدث - سيمثِّل خيبة أمل كبيرة لهم ولأسرهم. لكن الأهم من هذا هو أن الوطن كان سيخسر، حقاً، فرصة كبيرة للاستثمار في موارده البشرية.
بعد ذلك تحدَّث لوسائل الإعلام الدكتور محمد الحيزان المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام للتعليم العالي بوزارة التعليم وطمأن المجتمع بأن شيئاً لم يحدث أبداً لشروط الابتعاث وكل ما في الأمر حدوث مسألة فنية بحتة تتعلق بتحديث البيانات التي كانت على موقع الابتعاث الخارجي.
هذا التأكيد الرسمي كان مصدر طمأنينة لكثيرين ولكن ليس للجميع! فهناك من كان يتمنى إيقاف برنامج الابتعاث لوجود بعض السلبيات وكأن التعليم في جامعاتنا بلا سلبيات!
ربما لا يصدق بعض الذين يحاربون برنامج الابتعاث أن هناك بلداناً متقدمة في مجال التعليم العالي تحرص على تسهيل دراسة مواطنيها في جامعات خارجية بهدف تنويع مصادر اكتساب العلوم والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى. وقد لا يصدق البعض أن الصين التي تضم آلاف الجامعات هي في مقدمة الدول التي يدرس أبناؤها في الجامعات الأمريكية.
أتمنى أن يستمر برنامج الابتعاث إلى الخارج وألا يتوقف مهما كانت تكاليفه المالية، فالابتعاث مشروع مستقبلي تنموي مربح وعائده أكبر من العائد الذي يمكن أن تحققه الكثير من الاستثمارات في البُنية المادية للبلد رغم أهميتها.