فهد بن جليد
القادم لمطار دبي يشعر بتغير في بعض طرق الدخول والخروج، بسبب أعمال الصيانة والترميم التي تطال مرافق المبنى رقم (واحد)، عبارة واحدة فقط يقرأها المسافر (نحن نعمل لنكون المطار الأول في العالم)، الكل مُبتسم رغم هدير (المُعدات) المُزعج، خلف الساتر الأبيض!
من حق دبي أن تحلم، وأثبتت الأيام أنها قادرة على تحقيق أحلامها، مع الاعتذار لكل من لديه (عُقدة دبي) سواءً بالمقارنة الإيجابية أو السلبية، لكن أليس من حقنا أيضاً أن نستمتع بنجاحاتنا في مطاراتنا السعودية؟! التي مازال هناك من ينظر إليها (بصور نمطية) مُسبقة، فمهما تطورت الخدمات، وارتفع مستوى الأداء، تبقى (الصورة السابقة) عالقة في الذهن، و لدينا استعداد لنسف كل الجهود المبذولة، وتذكر السلبيات.. والسلبيات فقط، وسأثبت لكم بالتجربة؟!.
مؤخراً سافرت برفقة أحد الأصدقاء إلى دبي، بمجرد وصول طائرتنا، لم تقترب من المبنى كما جرت العادة، بل توقفت على أرض المطار، صديقي الذي بجواري كانت يتحدث عن جمال الجو، و(الغيوم) واحتمالية هطول الأمطار، وينظر إلى السماء وهو ينزل درجات السلم، أقلتنا الحافلات مع بقية الركاب مثل أي مطار في العالم إلى المبنى، انتظرنا نحو (نصف ساعة) حتى وصلتنا الحقائب، لا اذكر أن أحداً من الركاب تذمر، أو اشتكى، أو نطق ببنت شفه، على العكس الكل كان مستمتعاً بالانتظار!.
سأنتقل بكم سريعاً إلى مشهد العودة، فبمجرد ملامسة عجلات الطائرة أرض مطار الملك خالد بالرياض، بدأت أقرأ على وجه (صاحبنا) التذمر، وبدأ يتمتم بالمعوذات وكأنه يتعوذ من مقابلة (ساحر)، اكتشفت أنه ليس وحده، فمعظم الركاب يتحدثون فيما بينهم، و كأنهم (يتراهنون)، تقف عند (الخرطوش)؟ صوت آخر يرد: لا اتحداك (مالك إلا الباص)؟!.
توقفت الطائرة، وطوال نزولنا من السلم، تسمع بعض الأصوات: وراهم ما يوقفونها (عند الليات) جعلهم العجز؟ صوت آخر: ليش هالمرمطة؟ باصات.. باصات، متى توصل الشنط على كذا؟!.
نظرت إلى وجه صاحبي وهو (قاطب الحاجبين)، وبدأت أترنم (أحرجتنا واحنا تونا ما بدينا... أرجوك ابعد ابعد، ترى في الجو غيم)!.
لا أعرف لماذا كل شيء في (دبي) مقبول في (عيون الناس)، وعندنا (لا)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.