سمر المقرن
كنت إلى ما قبل سنوات قليلة لا أستطيع الوثوق بأي مستشفى خاص، بل إنني في الحالات التي تستدعي عملية جراحية سواء لي أو لأحد أفراد أسرتي كنت أرفض تمامًا المستشفيات الخاصة، لعدة أسباب من أهمها أنني مثلي مثل كثير من الناس، نرى أن المستشفيات الخاصة هي عبارة عن ماكينة شفط للمريض، وأن هدفها الأول مادي، وفي مثل هذه الحالات يصعب الوثوق بمن يتعامل مع صحة البشر من أجل المادة أولاً.
في العام الماضي كنت في مراجعة لأحد المستشفيات الخاصة الكبرى -مضطرة- وكنت في حالة صحية غير جيدة، وفوجئت بأن صاحب المستشفى متواجد وقد قام أفراد المرافقين والخويا المصاحبين له بإغلاق المدخل بسيارته وسيارات مرافقيه، وما كان لي ومن هم مثلي إلا المشي لمسافات ليست بالقصيرة لنصل إلى سياراتنا. حقيقة تضايقت من هذا التصرف فأنا في مستشفى خاص يفترض أنني أدفع مقابل الحصول على خدمة، ومقابل أن يكون جميع الناس سواسية، بما فيهم صاحب المستشفى، فقمت بتحويل ملفي الطبي إلى مستشفى الحبيب التخصصي، ومن وقتها وقد بدأت تغيير نظرتي ليس تجاه المستشفيات الخاصة، إنما تجاه المستثمرين في مجال الصحة، فعندما يكون المستثمر هو طبيب فاهم في المجال فهو يضع إدارة مختلفة عن مجرد مستثمر «تاجر» لا ينظر سوى للأرباح المادية.
أنا هنا لا أروج لمستشفيات سليمان الحبيب، فلا أظنها تنتظر مني الترويج، لأن سمعتها تجاوزت الحدود، إلا أنها كلمة حق تحثني على التفكير معكم بالاستثمار الصحي وكيفية نجاحه وآلياته التي تجعل كل الأطراف تشعر بالرضا، وقبل هذا الشعور بالأمان والراحة جراء الخدمات المقدمة للمريض، خصوصًا من طاقم التمريض والذي اشتهر في المستشفيات الخاصة بتدني جودته، وقلة خبرة التمريض التي تجعل -بعضهم- يكون مجبرًا على الذهاب إلى مستشفى حكومي قد تطول مدة انتظاره للمواعيد إن لم يملك واسطة، وقد لا يستطيع الحصول من الأساس على موعد مع الطبيب، وهنا تكمن أهمية المستشفيات الخاصة التي تحرص على استقطاب أفضل الأطباء ممن يكون الحصول على موعد معهم في مستشفى حكومي أحد أحلام اليقظة أو حتى المنام!
قبل أسبوعين، خضعت والدتي -أطال الله في عمرها- إلى عملية جراحية في مستشفى الحبيب التخصصي، قبل تحديد موعد العملية بأكثر من شهر وأنا لا أنام جيدًا وتنتابني حالة خوف شديدة على والدتي، إلا أنها ولله الحمد خرجت بالسلامة من المستشفى، ما لفت نظري في تلك التجربة هو طاقم الأطباء برئاسة الاستشاري الدكتور عبدالعزيز العمّاري، فلم يكن اهتمامهم فقط بوالدتي، بل كان اهتمامهم بكل أفراد الأسرة لتجنيبنا شبح الخوف والتوتر والقلق على حالتها الصحية، ما أود قوله هنا هو أن أخلاق الطبيب وشعوره الإنساني بالمريض وأفراد أسرته، عامل مهم في إيجاد جو من الراحة والاطمئنان في فترة المرض، قد لا نجد هذه الأخلاقيات عند الجميع، لكنها بجد حالة شبه عامة لدى أطباء مستشفيات الحبيب، بل وحتى لدى بقية فريق العمل الإداري والتمريضي.