الجزيرة - بندر الأيداء:
أكد خبراء طاقة سعوديين ويابانيين أن جهود المملكة في تحسين كفاءة وترشيد الطاقة ستسهم بشكل ملموس في وقف الهدر وحماية البيئة والمساهمة في تطبيق معاهدة كيوتو العالمية لخفض الانبعاثات الحرارية بهدف معالجة ظاهرة التسخين الحراري. جاء ذلك خلال ورشة متخصصة نظمتها غرفة الرياض أمس، أهمية الالتزام بتطبيق برنامج تحسين كفاءة وترشيد استخدامات الطاقة بالمملكة، والذي تتبنى الدولة تطبيقه، اعتماداً على مردوده الهام في الحفاظ على ثروة المملكة النفطية من الاستهلاك المتزايد، والحفاظ على سلامة البيئة، وحماية صحة الأجيال من الآثار الضارة لتزايد استهلاك النفط. جاء ذلك خلال ورشة عمل حول كفاءة الطاقة التي نظمتها غرفة الرياض، بالتعاون مع المعهد السعودي للإلكترونيات، وبمشاركة وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة ومعهد الطاقة اليابانيين، وحاضر فيها خبراء طاقة من المملكة واليابان، وأوضحوا أن المملكة جادة في تطبيق برنامج تحسين كفاءة وترشيد استخدامات الطاقة على المنازل والقطاع الصناعي من خلال ضرورة استخدام أنظمة العزل الحراري لمنع الهدر في الطاقة الناتج عن ضعف أنظمة العزل المستخدمة حالياً، وإحلال الأجهزة المنزلية ذات الاستهلاك العالي للطاقة. وقال بين الخبير ناصر الغامدي أن حكومة المملكة تستهدف من خلال برنامج ترشيد استخدامات الطاقة الحد من الاستهلاك المتنامي بصورة متزايدة، مشيراً إلى أن الاستهلاك الحالي يتضاعف مقارنة بمعدل الاستخدام في السنوات الماضية، وقال إن برنامج كفاءة الطاقة يطبق على المباني السكنية والقطاع الصناعي، ويشرف على تطبيقه ويضع له السياسات التنفيذية مجلس الطاقة الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان نائب وزير البترول والثروة المعدنية. وأضاف أن المجلس يضم عدداً من وكلاء الوزارات المعنية، ويمثل فيه نحو50 هيئة وجهة حكومية، و150 من المتخصصين والمهنيين، لافتاً إلى أن كل جهة حكومية تلتزم بمراقبة تطبيق أنظمة وبرامج الترشيد على المباني التابعة لها. من جانبه أوضح الخبير حكم ذومو أن برنامج تحسين كفاءة الطاقة بالمملكة الذي يتم تطبيقه على مراحل، من خلال الالتزام بالمواصفات والمقاييس التي وضعتها هيئة المواصفات تعتمد على منع استخدام أجهزة التكييف والإضاءة، وكافة الأجهزة عالية استهلاك الطاقة مثل السخانات الكهربائية وغسالات الملابس والأطباق وأجهزة التدفئة والثلاجات، وإحلال أجهزة رشيدة الستهلاك بدلاً منها. وقال إنه سيصدر برنامج الإحلال اعتباراً من الربع الثاني من 2015، مشيراً إلى أنه متوقع أن يسهم البرنامج في تخفيض الاستهلاك بنسبة 35% من الاستهلاك الحالي، وتابع أن برنامج العزل الحراري الذي بدأ تطبيقه يناير الماضي يفرض على المباني ضرورة تطبيق أنظمة العزل الحراري وفق المواصفات القياسية السعودية، مؤكداً أنه يتم مراقبة التنفيذ، وتطبيق العقوبات المقررة بحق أصحابها تجاه مخالفات للنظام، ومنها عدم تزويد المبنى بالكهرباء والخدمات. من جانبها، قدمت تحدثت يوكاري هينو نائبة مدير وكالة الطاقة اليابانية بعض المقارنات العالمية لاستخدامات الطاقة، والجهود والبرامج التي تطبقها عدد من الدول الصناعية لتحسين كفاءة الطاقة وترشيد استخداماتها وضمان الحفاظ على سلامة البيئة، فأشارت إلى أن الصين تستهلك20% من الطاقة على المستوى العالمي، وروسيا 6%، بينما تعد اليابان من أقل الدول الصناعية استهلاكاً للطاقة في العالم بنسبة 3.8%. وقالت إن اليابان اتخذت ضوابط صارمة لخفض استهلاك الطاقة منذ وقوع الزلزال الضخم في 2011، جعلتها من أكثر دول العالم ترشيداً للاستهلاك، حيث تلزم الدولة الشركات اليابانية بإنتاج الأجهزة والمعدات الأقل استهلاكاً للطاقة، كما لا تعطي تراخيص للبناء إلا بعد التأكد من الالتزام بالتصاميم المعتمدة الموفرة لاستهلاك الطاقة وتطبيق معايير الترشيد، كما لا يتم تزويدها بالكهرباء والخدمات في حال مخالفة المعايير. كما أشادت المسؤولة اليابانية بالتوجهات السعودية في ترشيد الطاقة من خلال برنامج كفاءة ليكون المجتمع أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، من خلال استخدام أجهزة منزلية ذات كفاءة عالية في استخدامات الطاقة، واستخدام عدادات كهربائية ذكية لضبط الاستهلاك في المنازل والمصانع، مؤكدة أن هذه السياسات ستعود بنتائج إيجابية على المملكة من أهمها وقف الهدر في استهلاك الطاقة، وتصحيح البيئة، والمساهمة في تطبيق معاهدة كيوتو العالمية لخفض نسب الانبعاثات الحرارية بهدف معالجة ظاهرة التسخين الحراري. ثم دارت مناقشات بين الحضور والمحاضرين، حيث أكد الغامدي وذومو في إجابتهم على الأسئلة أنه يتم دراسة تطبيق معايير العزل الحراري على المنازل القائمة والقديمة، وخصوصاً الحكومية، لكنهما أوضحا أن تطبيق البرنامج يتم بشكل مرحلي يبدأ بالمنازل الجديدة ثم ينتقل تدريجياً على المنازل القديمة. وأشارا إلى أن تكلفة التطبيعلى المباني القديمة لن تكون عالية، وسيعود نفعها على المالك والسكان. وكانت الورشة قد بدأت بكلمة لكاتسوهيرو تاكاهاتشي نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة اليابان لدى المملكة، أكد فيها تعاون اليابان مع المملكة لتطبيق برنامجها لكفاءة وتحسين الطاقة، وشارك في الورشة كل من خبيري الطاقة اليابانيين أكيهيروكوروكي، وشومبيواتانابي.