د.عبدالعزيز العمر
كتب الزميل الدكتور علي الموسى مقالاً قارن فيه بين حمولة ابنه من كتبه المدرسية وحمولته هو من أكياس رز أبو كاس.. قد يكون هذا الطرح تصويراً كاريكتورياً، ولكنه في ظني يُقَرِّب فكرة تضخم وترهل مناهجنا التعليمية.
وللزميل الموسى أقول ليت أن الأمر اقتصر على كثرة الكتب المدرسية التي يدرسها طالبنا، المشكلة الحقيقية تكمن في أن ما احتوته هذه الكتب من مفاهيم ومبادئ وأفكار وحقائق علمية وقيم يتم -للأسف غالباً- تقديمها جاهزة للطلاب بأسلوب تدريسي بئيس ومنفر، وبطرق تعليمية مملة وسطحية ومتهالكة، مما جعلها ضعيفة الأثر على عقول الطلاب وسلوكهم.
وهذا أمر لم يعد موضع شك، بل هو أمر تؤكده كل البحوث التربوية، ولكاتب هذه السطور بحث يؤكد أن التدريس الذي يقدمه معلمونا في مادة العلوم رديء جداً في جودته.. وليت أن الأمر اقتصر أيضاً على ضخامة المنهج ورداءة أسلوب تقديمه، بل إن محتوى المناهج قد يحرفه بعض المعلمين عن مقاصده الجميلة -بقصد أو بدون قصد- التي وضعها مخططو ومصممو المناهج.
لقد طرحت النظم التعليمية المتقدمة شعار «القليل يعني الكثير» -Less is More-، أي أنهم عملوا على تقليل كم المناهج، وما توفر لهم عندئذ من وقت للمعلمين وجهوه لتعزيز قدرة الطلاب على التفكير والاستقصاء والبحث والتجريب، وهذا حقق لهم الكثير من المكاسب التعليمية.