في السابق كان يتم إعداد المعلم في وزارة التعليم العالي لتستفيد منه وزارة التربية والتعليم. أما اليوم فوزارة التعليم اختصرت البيروقراطية والحواجز لتصبح هي المنتج وهي المستهلك للمعلم في الوقت نفسه. وهذا بالطبع يمنح وزارة التعليم الفرصة لتعد المعلم وفق طبيعة التحديات التي تواجهها الوزارة. لقد أشار معالي وزير التعليم في تصريح إعلامي له إلى أنّ المعلم يأتي على رأس أولوياته، وإذا ما سار وزير التعليم في اتجاه منح المعلم الأولوية القصوى في اهتماماته فستكون مكاسبنا التعليمية عظيمة. لا شك أنّ هناك عوامل كثيرة تؤثر على جودة التعليم ولكن يبقى المعلم هو العامل الحاسم ، بل إن دراسة ظهرت في مجلة المناهج والإشراف الأمريكية (ASCD)، بينت أنّ أثر المعلم في التعليم يعادل عشرين ضعف أثر أي عامل يأتي بعده مباشرة. في مثل هذه الظروف يصبح من الذكاء والمنطق أن تتوجه معظم الجهود نحو العناية بالمعلم اختياراً وإعداداً وتدريباً, هنا أود أن أهمس ( بل أصرخ ) في أذن معاليه بالقول إنّ من يختار مهنة التعليم من خريجي الثانوية هم الثلث الأدني من خريجي الثانوية (مقابل الثلث الأعلى في فنلندا)، والسبب ببساطة هو أنّ مهنة التعليم طاردة حالياً. يا معالي الوزير ما لم تجعل مهنة التعليم جاذبة فلن يأتي إلى كليات التربية إلا المتردية والنطيحة. ولكن كيف نجعل مهنة التعليم جاذبة؟ الإجابة على هذا السؤال سنتطرّق إليها في لقاء قادم.