سعد بن عبدالقادر القويعي
من خلال دراسة حديثة قامت بها حملة «السكينة» التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، تؤكد - من خلالها - على أن أسباب مشاركة المرأة ضمن جماعات متطرفة، تكون بنسبة 32.40 % فكرية، و16.33% عاطفية، و53.26% اجتماعية...
...حيث أكد رئيس حملة «السكينة» - الشيخ - عبدالمنعم المشوح، بأن: «انضمام السعوديات لتنظيم داعش الإرهابي، يصاحبه هالة إعلامية ضخمة، عكس النساء الأخريات من الدول الأخرى». وعلى أي حال، فإن - ما ذُكر - دليل على أن إمكانية الوصول إلى المرأة، والقدرة على تجنيدها، أقل كلفة من تجنيد الرجل؛ لكنها في المقابل تكون أكثر فداحة من حيث النتائج، - باعتبار - أنها قادرة على تربية أجيال من الإرهابيين الصغار. كما أنها قادرة على ارتكاب أدوار غير تقليدية، - سواء - في التدريبات العسكرية، أو المشاركة في العمليات القتالية، وإن كانت تلك الخطوة موضع جدل بين الإرهابيين - أنفسهم -؛ حرصا على إبقائها بعيدة عن الخط الأمامي للقتال.
حسنا، إذا كانت المرأة قادرة على ارتكاب الأعمال الإرهابية ضد المدنيين بشراسة، ووحشية، فإن الدور الذي تلعبه المرأة في صناعة الإرهاب، ينبغي أن يخضع لأعلى درجات الدراسة، والتدقيق؛ نظرا لتوجهها الأيديولوجي القوي، - وسواء - أكانت تلك الدوافع متعلقة بعوامل نفسية، أو مؤثرات سيكولوجية، أو اعتبارات مادية، أو جوانب وجدانية، - فالأكيد - أنها خليط من مؤشرات محددة السياق، تتلخص في تصرفات المرأة الشخصية، والنفسية.
من جانب آخر، فإن جزءا كبيرا من المشكلة، يتمثل في تركيز العنف الإرهابي الذي قد يقع على المرأة، عندما تصل إلى تلك الأماكن المشبوهة، والحرص على تصويرها بشكل إستراتيجي، كأهداف رمزية للعنف، والذي يتمحور حول الخطف الجماعي لهن، أو ممارسة العنف الجنسي بحقهن، ومن ثم استرقاقهن، أو الزواج بهن قسرا. وقد لا يبدو هذا الأمر كافيا؛ بسبب أن هويتهن ستكون مهددة بالفعل، إلا أن انجذابهن إلى تنظيمات مشبوهة، وانخراطهن فيها، قد لا تتعلق بحقوق المرأة، بقدر تعلقها بالصراع السياسي الحاصل في المنطقة.
إنني أخشى أن تصبح المرأة المتطرفة قوة رئيسة في التجنيد، والاستقطاب في مستقبل الأيام، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم الدعم الأيديولوجي للمنظمات الإرهابية من خلال الدعاية، وجمع التبرعات على سبيل المثال. فالمرأة قد تنجر إلى هكذا تنظيمات بنفس القوى، والدوافع التي تجذب الرجل؛ حبا للمغامرة، وجاذبية المسألة. ويمكن التعبير عن ذلك، من خلال مجموعة متنوعة من الأدوار التي قد تستند إليها المرأة، كاللوجستيات، والتجنيد، والقيادة التنفيذية بشقيها - الأيديولوجي والسياسي -.
إن المعلومات المتوافرة في هذا الشأن تؤكد على أن عمليات تحرٍّ عن معرفات إلكترونية قادت إلى ثماني سعوديات متعاطفات مع تنظيم داعش الإرهابي، وقد تمت مناصحتهن بعد اعتناقهن فكر داعش، وترويجهن له، ودعوتهن إلى الفكر التكفيري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، - وعليه - فإن البحث في الدوافع الكامنة وراء تطرف المرأة، واتخاذ كافة التدابير اللازمة في هذا الباب، سيقلل من إمكانية تورطها في مشروع التطرف، وتجنيدها في الجماعات الإرهابية. وهذا المنحى سيعزز من شأن تنمية وضع إستراتيجيات وقائية فعالة؛ لمعالجة الأسباب الجذرية التي قد تؤدي إلى تطرف المرأة. - خصوصا - وقد دعا رئيس حملة «السكينة» إلى أخذ موضوع انضمام النساء السعوديات إلى تنظيم داعش بجدية كبيرة، - ولاسيما - أن المواجهة في شبكات الإنترنت لهذه المشكلة ضعيفة، وأصحاب الأفكار المتطرفة حساباتهم وهمية، ويسعون لجعل المرأة في عزلة عما يحيط بها، عند دخولها لحساب «تويتر»، ويستغلون قدرتها على الكتابة في نقل أفكارهم، ويصعب التواصل معهن لتقديم النصيحة.