فريق النصر كان يسير هذا العام بشكل رائع، وبمستوى مميز، وكان يمضي نحو تحقيق الدوري، ويقتلع النقاط دون هوادة، وفوق أرض الميدان، دون أن تتدخل أية عوامل خارجية، لتعينه على سيره، ومواصلة زحفه نحو اللقب، وكان بذلك يريد أن يرد على كل المشككين، الذين طعنوا في (نزاهة) بطولتيه اللتين حققهما العام الماضي، ورئيسه ولاعبوه كانوا لا يرفعون طرفهم من أرض الملعب، ولا تسمع أصواتهم أبداً، لكن فجأة ومن نقطتين، خسرهما الفريق أمام الرائد، تفجرت براكينهم الخامدة، وأزبدوا وأرعدوا، وشجبوا واستنكروا، وانطلق فريق من اللاعبين للطعن، في التحكيم، وتكفَّل الرئيس بإشهار البطاقة الصفراء الثانية، لكل اللجان العاملة في الاتحاد، وختم برئيسالاتحاد نفسه!! في هذه الأثناء خرج، كل المشككين في بطولات الموسم الماضي، الذين كانوا يشككون على وجل، خشية الوقوع في سوء الظن، ليؤكدوا أن ظنونهم كانت في محلها، وأن الأخطاء التي (دفعت) بالفريق الأصفر، وساقته لتحقيق الألقاب، كانت حقيقية وواقعية، وتم الاعتراف به الآن علناً، وطالبوا بفتح التحقيق في كل ما مضى، ومحاسبة المتسبب، ومعاقبة النصر على تهديداته العلنية.
وفي لحظات الصمت والترقب هذه، يخرج رئيس الاتحاد، ليطالب بعدم تضخيم الأمور، ويتمتم بكلمات، ظاهرها الثقة والتماسك، وباطنها الرعب من البطاقة الحمراء!! هنا يصاب الشارع الرياضي كله، بإحباط عميق، ويفقد الأمل تماماً، في هذا الاتحاد الهش الضعيف، الذي اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن همه الأول والأخير، هو التشبث بالكرسي فقط، حتى لو قدم كل التنازلات، المقبولة وغير المقبولة. والتحكيم ليس بأفضل حال من اتحاده، فقد خشي هو الآخر من إشهار البطاقة الحمراء، في وجهه، على الرغم من أنها في جيبه هو وحده!! وقام بنحر الخليج أمام النصر، فوق البساط الأخضر، وفي مشهد غير معقول وغير مقبول، وأشد حتى مما كان يحدث العام المنصرم، لم يكن النصر بحاجة إلى كل هذا، في الواقع، فالفريق كان يقدم نفسه بشكل جيد، ويحصد النقاط، ويبتعد حتى عن أقرب منافسيه، حتى جاءت هذه الأحداث، التي تسبب فيها، أنصاره، وعلى طريقة النيران الصديقة، التي ساهمت في إحراق ملف براءة فريقها، من كل الشكوك التي طالته سابقاً، وأدانته في حين أرادت الدفاع عنه!! ونحن أيضاً لم نعد بحاجة لهذا الاتحاد، الذي وضع لنا الشمس بكف، والقمر في الأخرى، إبان ترشحه، ووعدنا بالعمل على تطوير رياضتنا، والنهوض بكرتنا والاعتلاء بها إلى أعلى المستويات الإقليمية والقارية والدولية، والصعود بمنتخبنا إلى قائمة أفضل المنتخبات العالمية، وإنشاء الأكاديميات والمدارس الكروية، وغيرها الكثير من الوعود الوهمية، التي لم يتحقق منها أي شيء حتى الآن، وكل ما قدمه لنا هو (#لا-شيء-يذكر) فضلاً عن عجزه أصلاً عن ترتيب أوراقه الداخلية، والمحافظة على بطولاته المحلية، وعجزه حتى عن المحافظة على هيبة اتحاده، والذب عن أفراده، وعن الرئيس نفسه.
صالح الصنات