د. أحمد الفراج
هذا يوم إجازة، وبالتالي سأخرج من وعثاء الساسة، والسياسة، فنحن في زمن يتحكم باراك أوباما في مصير عالمنا المنكوب، وتمتلئ شاشات التلفزة العالمية بأخبار تنظيم داعش، الذي يحتاج أوباما عدة سنوات للقضاء عليه!!، وأيا يكن الحال، فلا يجب أن نقسو على أوباما كثيرا، فالنظام الأمريكي -كما نقول دوما- نظام مؤسساتي، وسياساته ترسم لعقود، وما الرئيس إلا إحدى الأدوات المنفذة، إلا في حالة كان الرئيس قويا، وحازما، من شاكلة فرانكلين روزفلت، أو جون كينيدي، أو جورج بوش الأب، فإنه يستطيع أن يحور هذه السياسة، أو تلك، ولكنه أبدا لا يستطيع حرف المسار العام للسياسة المرسومة من قبل أقطاب، ومؤسسات، ومراكز دراسات عريقة، وإلى لب الموضوع الآن.
الاسم الأول للرئيس الأمريكي الحالي، باراك، اسم غريب، وقد سخر منه الأمريكيون، بعد صعود أوباما السياسي، ومثله اسم المرشح الجمهوري السابق، ميت رومني، فقد أقام الكوميدي الساخر، ديفيد ليترمان، حفلات صاخبة تعليقا على اسمه الأول «ميت»، وبالمثل، يسخر الأمريكيون من اسم المرشح الجمهوري، وربما الرئيس الأمريكي القادم، جيب بوش، فالاسم غريب، وبهذه المناسبة، فقد كتب مغرد موسوعي شهير بأن والد الروائي المصري، صنع الله إبراهيم، فتح المصحف، بعد مولده، فوقع بصره على قوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}، فسمى ابنه «صنع الله»، وقد علق المتابعون على ذلك بذكر طرائف، وغرائب الأسماء، فجاءت الحصيلة ممتعة.
أكد أحدهم أنه يعرف شخص من بنجلاديش، اسمه «وعدسها وبصلها»، {وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا}، وهناك محلل سياسي معروف اسمه «ما شاء الله شمس الواعظين»، وطبيب باكستاني، اسمه «نعم العبد»، وهناك من سمى ابنيه «إحسان وتوفيق»، تأثرا بالآية الكريمة: {فيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}، كما سمى رجل إندونيسي ابنته «أسوة حسنة»، وأقسم أحد المشاركين بالله أن صديقا لوالده، اسمه «السلام عليكم ابن رحمة الله ابن بركاته»، وقال آخر إنه قابل هنديا مسلما، اسمه «هارون الرشيد»، وذكروا أن هناك شخصا من مصر، اسمه «صلي على النبي»، وأكد آخر أنه قابل شخصا، اسمه «نكتل»، ولما سأله عن سبب التسمية، قال تأسيا بأخ النبي يوسف، عليه السلام، في قوله تعالى:
{فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أيضا، هناك التسميات المرتبطة بالظواهر الطبيعية، وهي معروفة في البادية، مثل أسماء «رعد وبرق ومطر وشمس»، وأخيرا، يقال إن حارسا لأحد مساجد الرياض، رزق بولدين، فسمى أحدهما، «خير البرية»، وسمى الآخر، «شر البرية»، ولدي شعور غريب بأن الأخ، شر البرية، سيصبح عبدا من أصلح الناس، وأتقاهم، فهلا تلفت حولك، لتكتشف غرائب الأسماء؟!