سعد الدوسري
عشت مع الأطفال مرضى السرطان، حوالي 25 سنة، وأكثر ما يمكن أن يتعلمه الإنسان منهم، حجم الصبر والإيمان لديهم، على الرغم من أنهم لا يعرفون ما الذي يصيبهم، ولماذا يصيبهم دون غيرهم من الأطفال الذين يلعبون ويمرحون حولهم. يجب لكي تتعلم منهم، أن تفكر ملياً كيف وهبهم الله القدرة على تحمل العلاج الكيميائي بكل شراسته، ثم في اليوم التالي، يتابع الواحد منهم بسعادة بالغة برنامجاً على التلفزيون يعرض أطفالاً أصحاء في نفس عمره، وهم يستمتعون بكل أصناف الألعاب، دون أن يقول:
-لماذا لا أكون مثلهم؟
أو
-لماذا لا يكونون مثلي؟
لكي نكون مع مرضى، مثل أطفال السرطان، في يومهم العالمي. يجب أن نقترب منهم، وأن ننظم مبادرات للتواصل معهم، بحجم معاناتهم، لا أن تكون المسألة مجرد مرور عابر لمدة خمس دقائق، مصحوبة بكاميرات الصحف ولقطات السلفي، لاستخدامات تويتر وانستجرام!!
ما ينقصنا هو الإخلاص في العمل، وتجنب حب الظهور على حساب مشاعر هؤلاء الأطفال أو غيرهم من الأطفال، لأننا حين نفعل ذلك، فإننا نشارك في تأسيس ثقافة الرياء، التي تشهد نمواً في كافة المجالات، والتي جعلت البعض ينصرفون عن المشاركات الاجتماعية الخيرية والتطوعية، خوفاً من أن يتم تصنفيهم من المرائين. ولا يمكن لتحقيق تواصل حقيقي مع أطفال مثل أطفال السرطان، ألا نترك المسألة لمزاجية الأفراد، بل أن تقوم المؤسسة بتنظيم برنامج مؤطر بأوقات وأمكنة، يلتزم به كل الراغبين في دعم هذه الشريحة.