جاسر عبد العزيز الجاسر
يُواصل الحوثيون تحديهم لليمنيين وللفضاء الدولي والمحيط الأقليمي، باستمرارهم في فرض سيطرتهم واستيلائهم على المزيد من الأراضي اليمنية، مع استمرارهم في احتجاز رئيس الجمهورية المنتخب، ورئيس الحكومة الدكتور خالد بحباح، مجرِّدين البلاد من حكومتها الشرعية ورئيس الجمهورية، مما أوقع اليمن في فراغ دستوري وسياسي، يحاول الحوثيون سدّه بتواجد محمد الحوثي رئيس ما يُسمى باللجنة الثورية في القصر الرئاسي وإعطائه الأوامر بنهب الممتلكات اليمنية والتي آخرها شحنة الأسلحة التي تعاقدت عليها الحكومة اليمنية قبل انقلاب الحوثيين مع جمهورية روسيا الاتحادية، وتضم عدداً من طائرات الساخوي، وما أن وصلت شحنة الأسلحة إلى ميناء الحديدة المحتل من قِبل مليشيات الحوثي، حتى استولوا على شحنات الأسلحة بما فيها الطائرات وإرسالها إلى مدينة صعدة، معقل الحوثيين.
تمادي الحوثيين وتحديهم للجميع، دفعَ اليمنيين إلى بحث خياراتهم لمواجهة انقلابهم غير الشرعي، وقد برزت عدة خيارات جدية منها:
1 - تحرُّك المناطق والأقاليم الملتزمة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، والتنسيق فيما بينها لإقامة دولة اتحادية فيدرالية.
2 - إعلان إقليم أزال وجزء من إقليم تهامة مناطق محتلة من قِبل الحوثيين، والعمل بكل الوسائل السلمية لاستعادتها.
3 - هذه الخيارات أخّر تنفيذها وتطبيقها رفض أطراف مهمة في الحراك الجنوبي البقاء في الدولة الاتحادية، حيث يصر الجنوبيون على التخلي عن دولة الوحدة التي يسيطر عليها الزيديون، وأنهم يعتبرون أنفسهم (محتلين) من قِبل الشمال، ويعتزمون إنشاء دولتهم الجنوبية أو إعادة جمهورية اليمن الديمقراطية في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرة، وأن تكون العاصمة عدن.
4 - في المقابل، يحاول الحوثيون عبر حليفهم الذي اهتزت ثقته بهم، حزب المؤتمر الشعبي العام - حزب علي عبد الله صالح -، أن تبقى الجمهورية اليمنية، دولة واحدة يكون للحوثيين (تمثيلٌ معطل)، وهو يعني أن تكون نسبة التمثيل المُعطل للحوثيين دون النظر والأخذ بنسب تمثيل الحلفاء، بحيث يعطيهم الحق في تعطيل أي قرار لا يتوافق مع الالتزامات التي قطعوها لنظام ملالي طهران، بتحويل اليمن إلى دولة موالية لهذا النظام، أسوة بالأنظمة العربية التي نصَّب نظام طهران عملاء لهم في سلطات تلك الدول.