جاسر عبد العزيز الجاسر
فتح الإرهابيون الطائفيون في سوريا جبهة جديدة لتكريس الإرهاب الطائفي في الشام؛ إذ أقام الطائفيون جسراً لنقل الإرهابيين من العراق لنقل المقاتلين الطائفيين من مرتزقة الإرهاب بعد تجميعهم في العراق. وتضم هذه المجاميع الإرهابية من المرتزقة الأفغان والباكستانيين والهنود وقوات مدربة من الحرس الثوري الإيراني، ويتم إرسالهم إلى جنوب سوريا، وبالتحديد إلى محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقابلهم تدفق جماعات إرهابية كثيفة من عناصر حزب الله اللبناني. والهدف الطائفي المدعوم من قِبل نظام بشار الأسد فتح جبهة قتالية تستهدف تحقيق هدفين، أولهما تعزيز الدفاع عن نظام بشار الأسد، وبخاصة تعزيز الجبهة الغربية للدفاع عن العاصمة دمشق منعاً من سقوط نظام بشار الأسد؛ إذ إن انهيار خط القنيطرة ودرعا يجعله تحت سيطرة المعارضة السورية. ويتخوف الإرهابيون الطائفيون ونظام العلويين من أن يؤدي انفتاح الجبهة الغربية إلى انكشاف الدفاعات العسكرية عن العاصمة السورية؛ وبالتالي سقوط دمشق؛ ما سيؤدي تلقائياً إلى إنهاء نظام بشار الأسد؛ وبالتالي تدمير الحلف الطائفي الثلاثي المكون من (حزب الله وقوات بشار الأسد العلوية وقوات الحرس الثوري الإيراني).
أما الهدف الثاني فهو تسخين الجبهة السورية مع إسرائيل، وبالتحديد في محافظة القنيطرة؛ إذ (يزعم) الطائفيون والإيرانيون معاً أنهم يسعون إلى الانتقام من الضربة الإسرائيلية التي نالت عدداً من قادة حزب الله وجنرال إيراني من الحرس الثوري مكلف بقيادة المليشيات الإرهابية الداعمة لنظام بشار الأسد.
وإشعال جبهة القنيطرة ليس بالضرورة للنيل من إسرائيل بل لاكتساب مزيد من الشرعية بداعي المقاومة ضد إسرائيل. وهكذا، فإن تضافر هذين الهدفين يمنح الطائفيين، سواء الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله والمليشيات الطائفية العراقية وعصابات المرتزقة القادمين من باكستان وأفغانستان والهند، الشرعية بدواعي تكريس المقاومة الإسلامية لمواجهة إسرائيل، ومواجهة جماعات الإرهاب التكفيري، بالرغم من أن وجود مثل هذه المليشيات والجماعات الإرهابية من كلا المكونَيْن خطر داهم؛ كونهم أعداء صريحين للشعب السوري الذي ابتُلي بكليهما؛ فلا الإرهابيون الطائفيون قَدِموا لسوريا للدفاع عن الشعب السوري، ولا الإرهابيون التكفيريون يقاتلون دفاعاً عن الشعب السوري؛ إذ إن كليهما يعمل على قتل وإبادة الشعب السوري، وتدمير مدنهم ومكتسباتهم العمرانية والزراعة والتنموية.
إرهابيون أشرار، حوَّلوا سوريا إلى معركة مواجهة لتحقيق أطماع مَنْ أرسلهم، وينفذون أجندة لتدمير القوة الإسلامية.