جاسر عبد العزيز الجاسر
تواصلت عمليات الذبح التي ابتدعها تنظيم «فاحش»، وهو فعلاً تنظيم يمارس الفحش، وإطلاق اسم «داعش» لا يتناسب مع أهداف وأعمال هذا التنظيم الإجرامي؛ لذا أضم صوتي وقلمي إلى ما طالب به الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي طالب بإطلاق اسم «فاحش» من فحش العمل؛ فليس بعد حرق البشر وهم أحياء وذبحهم لنشر الرعب والخوف عملٌ أكثر فحشاً مما يفعلون، وآخرها ذبح واحد وعشرين مصرياً على ساحل سرت جنوب البحر الأبيض المتوسط قبالة إيطاليا.
ما ذنب هؤلاء المصريين الذين توجهوا إلى ليبيا لكسب الرزق وإعالة أسرهم؟ هل لأنهم أقباط؟ وهل أصبح القتل على الهوية والانتماء الديني والمذهبي ديدن هؤلاء الفواحش، مثلما فعلوا في شمال العراق؟
هدف «فاحش» من ذبح أقباط مصر هو إشعال فتنة في مصر، وإظهار الحكومة المصرية وكأنها غير مهتمة بسلامة أبنائها من الأقباط، إلا أن تصورهم هذا قد خاب؛ فقد كان رد الحكومة المصرية سريعاً وعاجلاً؛ إذ نفذ سلاح الطيران المصري ثماني غارات في اليوم نفسه الذي ارتكب فيه الفواحش جريمتهم؛ فبعد اجتماع لمجلس الأمن الوطني المصري، الذي رأسه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدأت العمليات العسكرية المصرية في الليلة نفسها. والغارات الثماني هي بداية العمل الجاد لاجتثاث الفواحش من ليبيا ومن سيناء. ويلوح في الأفق السياسي العربي بداية تحالف عربي مكون من مصر ودول مجلس التعاون والأردن لتشكيل قوة عسكرية فعّالة لمواجهة إجرام الفواحش.
العمليات العسكرية المصرية التي بدأت ليلة جريمة الفواحش ينتظر لها أن تتواصل وتستمر، خاصة بعد مشاركة الجيش الوطني الليبي الذي شاركت طائراته في الغارات المصرية. وينتظر أن يعلن تشكيل قوة عسكرية عربية رادعة لمواجهة كل العمليات الإرهابية، سواء التي يقوم بها «فاحش» أو غيرهم من الإرهابيين، بمن فيهم الحوثيون الذين استباحوا اليمن.