كتب - سلطان الحارثي:
في كل مرة نقول إنه يجب على لجنة الانضباط التابعة لاتحاد القدم السعودي الحياد والنظر لجميع الأندية ومسؤوليها بعين الموضوعية، ولكننا في كل مرة نجدها تدور حول نفسها عاجزة عن اتخاذ أي قرار يخص نادي النصر ومسؤوليه مهما حصل منهم من اتهامات وتشكيك في لجنة اتحاد القدم ومن يعمل فيه، لدرجة أن رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي تهديد اتحاد القدم، مطالباً لجنة الحكام بالاستقالة وحكامها بالجلوس في بيوتهم, ومهدداً اتحاد القدم قائلاً (أحمد عيد يعرف من انتخبه وهذا آخر إنذار)..!
قد يكون هذا التصريح أخطر تصريح في تاريخ الرياضة السعودية.. حيث لم يتجرأ أحد قبل الرئيس النصراوي بتهديد اتحاد القدم وتوجيه إنذار له بمثل ما تحدث به الرئيس النصراوي الذي فضح بدون قصد ما يجري خلف الكواليس..!
والسؤال هنا ماذا تغير في موقف فريق النصر الداعم للحكام السعويين, حيث كان الرئيس النصراوي خلال الموسم الماضي الذي أسماه البعض بموسم (الدفع الرباعي) يطالب بالحكام السعوديين في كل مباراة, ويثق بقدراتهم...!؟ ولماذا تغير موقف فريق النصر من اتحاد القدم الذي كان يدعمه خلال الموسم الماضي بقوة, ورفض التكتل الهلالي الاتحادي الأهلاوي الشبابي الذي كان سيناقش عمل لجان اتحاد القدم...!؟
إن تصريح سمو رئيس نادي النصر ليس تصريحا عابرا مثله مثل غيره, بل هو (قنبلة) الموسم الذي لم ينته بعد, فالكلمات المعدودة التي قالها الرئيس النصراوي توحي بأنه يجب على اتحاد القدم (الاعتناء) بفريق النصر, ومراعاته, ولا بد أن يكون له ميزة عن غيره من فرق دوري عبداللطيف جميل, لأنه انتخب اتحاد القدم, ولذلك يجب على الأخير رد الجميل للنصر, ويبدو أن ما حصل الموسم الماضي من (هدايا) لم يكف النصراويين, ولذلك هم يطالبون بالمزيد لمعرفتهم بضعف اتحاد القدم, الذي يتأثر بأي كلمة تصدر من قبل فرق معينة وأشخاص معينين...!
هذا ما فهمه الوسط الرياضي بالكامل من تصريح الرئيس النصراوي الذي يبدو أن لسانه كشف ما يدور خلف الكواليس بدون قصد!!
وعودا على ذي بدء, فإن لجنة الانضباط في تصريح على لسان رئيسها الدكتور إبراهيم الربيش لوسائل الإعلام أكد أنه سيرسل لنادي النصر خطابا يستفسر فيه عن (معنى) كلام رئيس النصر, وهل هو إساءة لاتحاد القدم...!؟
هذا الخطاب الانضباطي متى أرسل لنادي النصر فهو (فضيحة) بحق اللجنة وبحق اتحاد القدم, فليس هنالك إنسان طبيعي سيقول نعم أنا أسأت وأخطأت...!
وبعيدا عما قاله الرئيس النصراوي بحق اتحاد القدم ولجانه, لماذا لم تتخذ لجنة الانضباط عقوبتها بحق الرئيس النصراوي الذي شكك في حكم مباراة فريقه أمام الرائد وطالب ببقاء الحكام في منازلهم...!؟ ولماذا لم تعاقب الجمهور النصراوي الذي رمى العلب الفارغة على حكام اللقاء...!؟ أما السؤال الأهم.. منذ متى لجنة الانضباط ترسل خطابات للأندية تستفسر فيه عن مقاصد المصرحين لوسائل الإعلام...!؟
هذا أمر جديد لم نطلع عليه.. فالرئيس الهلالي السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد غُرم ماليا بعد تصريح له أشاد فيه بحكم لقاء فريقه أمام التعاون مطرف القحطاني, ولم يسأل عن مقاصده, رغم أنه أشاد ولم ينتقد.. بينما الرئيس النصراوي انتقد بصريح العبارة وأُرسل له خطاب استفسار...!
وهذا الرئيس الشبابي يشيد بمرعي عواجي فيُغرم ماليا بدون مساءلته.. كما أنه حينما انتقد رئيس اتحاد القدم أوقف لمدة سنة مع غرامة مالية بدون أي مساءلة....!
هنا من حقنا أن نتساءل.. ما هي المعايير التي تتبعها لجنة الانضباط من خلال العقوبات...!؟ وهل لنادي النصر حصانة لدى هذه اللجنة تحديدا...!؟ من حق الوسط الرياضي أن يشكك في عمل هذه اللجنة, فتناقضاتها كوارثية, وعملها من أيام (cd) محل شك وغرابة...!