ناصر الصِرامي
الحقيقة إننا محظوظون بوجود وزير مهني على رأس الوزارة التي تحمل جزءاً من اسمنا كإعلاميين.
محظوظون أننا أمام مجرب تنقل خلال فترات متفاوتة من الإعلام الورقي إلى الفضاء، وفي كل الحالات ظل الإعلام الإلكتروني -الإعلام الجديد-حاضراً وملازماً.
ولدينا فأل أكبر، كون الوزير من جيلنا، حيل الشباب أيضاً، في الصحافة والإعلام، طالما طالبنا بتجديد الدماء في الجهاز التنفيذي الحكومي إجمالاً، وفي أكثر من مقال وتحقيق وتغريد كان الحديث يشمل رغبات مستمرة بوجود توازن في عمر الوزراء مع تركيبة مجتمعنا الشاب، وها هو الملك سلمان بن عبدالعزيز يحقق ذلك ويفعلها في أول تشكيل وزاري، وفي عهد جديد متحفز باتجاه واحد هو المستقبل والتنمية.
وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، هو باختصار مهني باذخ، وحاضر جداً، ومتواضع أيضاً، ومثقف متطلع دوماً. وكزميل وأخ لا يحتاج منا الآن إلى تعدد التوقعات الإيجابية منه، بقدر ما نشير إلى بعض التحديات والآمال.
المهم أن لا ننسى الأهم، أننا صحفيون وإعلاميون في النهاية، وهذا هو السر والاستثمار الحقيقي لنا ولوطننا، أعني بذلك وجود قوة إعلامية سعودية تنتشر في الداخل والخارج، وبشكل لم يتحقق لدول عربية أو إقليمية شاركتنا بدايات التنمية الأولى. هذا التأهيل، وذاك الحضور الفاعل هو الثروة الأهم التي نكاد ننساه.
أعتقد أن الإعلامي السعودي أصبح اليوم ثروة وقوة لبلاده، ثروة تتطلب المحافظة عليها وتنميتها باستمرار، ولن يتم ذلك إلا برعايته عبر عمل مؤسساتي نشط.
من المؤسف أن تكون هيئة الصحفيين غائبة رغم جهود التأسيس المشكورة والمقدرة. طبعاً لا نتحدث عن مطلب لهيئة ثورية كما قد يحاول تصويرها البعض أو يتخذونه مبرراً لغلق أبوابها! إنما هيئة ترعى وتسهم في تدعيم الحراك الإعلامي، بحيث تكون منتداه وعنوانه وملاذه وملتقاه تجمع أنشطته، وورش عمل تأهيله، وندوات تثقيفه المهني، ومنبر فعاليات محلية وإقليمية ودولية للداخل، وداراً تستقبل وتستضيف زوار البلاد المعنيين، ومركز حراكنا النشط تحت السمع والبصر.
معالي الوزير الزميل .. ندرك أن الملفات عدة، وتحريك الملفات الراكدة نحو تغيير الصورة الذهنية عن وسائل الإعلام المحلية إلى صورة حيوية ونشطة وفعالة ومؤثرة يحتاج إلى الكثير من الوقت والعمل.
وكل ما نرجوه لكم الآن التوفيق في أداء مهمتكم التي أوكلت إليكم بثقة ملكية كريمة، ومن ملك ظل حاضراً دوماً، وقريباً جداً من قلب الصحافة وصناعها، ومتفاعل بشكل مذهل مع كتابها ورموزها، ليس في المملكة وحسب بل وفي العالم العربي كله.
معالي الزميل الوزير.. الإعلام الإلكتروني -الإعلام المتجدد- له أهميته المرحلية التي لا تحتاج إلى تأكيد وتوضيح لفاعليته وتفاعله، يكفي أنه أصبح الأقرب بكل منصاته لرسائل وحوار المسئولين المباشرة، وهاهو الملك سلمان بن عبدالعزيز كما هو في المقدمة دائماً، ويوجه بعض الرسائل للمواطنين عبر إحدى وسائطه (تويتر).
هذا الإعلام في مجمله يحتاج إلى التفاتة، تبدأ بالرصد نحو خلق برنامج شامل فاعل، يشجع المشاريع القائمة التي أثبتت حضورها ومصداقيتها وجديتها -مهما كانت متواضعة-، فهي قد لا تحتاج الكثير من الدعم المادي فقط، بقدر منحها اعترافاً معنوياً وربما دعماً تقنياً. إضافة إلى احتضان المبادرات الجديدة في عالم النشر والتواصل الإلكتروني، وبحثها والدفع بها نحو الحضور والتأثير في الفضاء الإلكتروني المتسع.
وفقكم الله ورعاكم لخدمة هذا الوطن الكبير، وخدمة مليكنا خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز.