سعد بن عبدالقادر القويعي
أحد خيوط المخابرات الأمريكية، بالتعاون مع المخابرات الإنجليزية، والموساد الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، تشكيل تنظيم « داعش « الإرهابي؛ من أجل إحداث نوع من الفوضى في معظم دول المنطقة، - لاسيما - سوريا، والعراق، وتهرئة الأنظمة الحاكمة، وجعلها سهلة التحكم، والانقياد. والحفاظ - أيضاً - على أمن إسرائيل، والعمل على تحقيق مكاسب مادية، كالاستحواذ على مصادر الطاقة، - إضافة - إلى تحقيق مكاسب سياسية لدول، تملأ الفراغ السياسي في المنطقة.
تعاونت أجهزة مخابرات تلك الدول، وبتنسيق مع طهران؛ لخلق تنظيم إرهابي، قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد، في عملية يرمز لها بـ « عش الدبابير «. وأظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي، أن الأخيرة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ «عش الدبابير»؛ لحماية إسرائيل، تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية، ويتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة، التي ترفض أي فكر آخر، أو منافس له. وبحسب وثائق سنودن، فإن الحل الوحيد؛ لحماية الدولة العبرية، يكمن في خلق عدو قريب من حدودها. كما كشفت تسريبات « ذي انترسبت «، أن أبا بكر البغدادي خضع لدورة مكثفة، استمرت مدة عام كامل، خضع فيها لتدريب عسكري على أيدي عناصر في الموساد، - إضافة - إلى تلقيه دورات في فن الخطابة، ودروساً في علم اللاهوت.
يبدو أن المرحلة الثانية بعد فوضى الربيع العربي، والذي تحول إلى ربيع إرهابي، هو خلق جماعات تكفيرية، وإرهابية في المنطقة؛ ليمتد الوضع الإقليمي المتوتر على السياسات في المنطقة العربية؛ ولتكون جزءا من صناعة المشهد - السوري العراقي - في آن واحد، وكمرحلة أولية؛ حتى وإن تباينت أدوات المشروع المستحدثة في المشهد؛ سعياً إلى إعادة تدوير وظيفتها الأساس، والتي تتوافق مع محددات الدور المناط بها، وخيوط الارتباط الاستخباراتي الذي أوكلت به.
وفي جذر الفهم لتلك الحقيقة، يقول - الأستاذ - علي قاسم، إنه : « كان متاحاً ملاحظة ذلك التقاطع في المهمات، والوظائف، وهذا التطابق في الأجندات، والأهداف، بين الإرهاب بوصفه أداة لمشروع أميركي بهويته الإسرائيلية، وبين المصالح الغربية - عموماً - بمواصفاتها الاستعمارية، وذلك منذ لحظة إطلاق يد التنظيمات الإرهابية في سوريا، ودعمها، وتوريد عشرات الآلاف من المرتزقة؛ للانضمام إلى صفوفها جماعات، وفرادى «.
ولأن الوسائل تتشابك، والأهداف تتحد، فقد أصبحت التنظيمات الإرهابية أدواتٍ لجيوش الاستعمار الحديثة في المنطقة؛ من أجل تعزيز عمليات الفتنة، وإشعال الحروب الطائفية، والمذهبية، والإثنية؛ ولتكون نتاجا لفكر أمني بوليسي، يعتمد على لغة الإرهاب كتكتيك قتالي، وكاستثمار سيكولوجي، وكمنهج حكم منحرف.