الجزيرة - محمد آل حصان:
تم تأسيس نادي «الجنوب للزاجل» في مدينة أبها بجهود ذاتية من هواة الحمام الزاجل في المنطقة الجنوبية، وبالتعاون مع مجموعة من الاتحاد السعودي للحمام الزاجل، حسبما أفاد الأستاذ محمد حميدي القرني رئيس النادي. إذ أشار إلى أن نادي الجنوب تأسس وفق أنظمة وشروط الاتحاد السعودي للحمام الزاجل، وينتسب له أكثر من مائة عضو من الهواة من مختلف مراكز ومحافظات الجنوب. موضحاً أنه لا يتلقى أي دعم سوى ما يتلقاه من أعضاء الشرف الفخريين وفي مقدمتهم الشيخ خالد سالم الصباح الرئيس الفخري للنادي الكويتي لسباق الحمام الزاجل، وكذلك رئيس نادي القصيم الأستاذ عبدالله الوغيري، وعضو نادي الرياض عبدالله سليمان الخليفي الذي قام بشراء البرنامج العالمي الخاص بالسباقات كدعم للنادي ورئيس نادي الرياض سابقاً إبراهيم محمد الشعيبي.
وأضاف القرني أن هذه الهواية تلقى انتشاراً واسعاً في المنطقة الجنوبية، وتعد هواية ومتنفساً جميلاً، وتخلق جواً اجتماعياً وتنافساً شريفاً بعيداً عن التعصب وتزداد يوماً بعد يوم. وهناك مشاركات للنادي في الكثير من السباقات المتنوعة القصيرة والمتوسطة والطويلة وفق الجداول المعدة للسباقات في كل موسم والتي تتراوح المسافات التي يقطعها الحمام من 70 كيلو متراً إلى 1000 كيلو متر حسب عمر الحمام. وتعد المنطقة الجنوبية من أصعب المناطق لسباقات الحمام الزاجل نظراً لتضاريسها الجبلية التي تزيد من صعوبة السباق، ويتم قبل السباق القيام بالعديد من الإجراءات حيث يتم ربط طوق في رجل الحمام يحمل الرقم الخاص به ويتم تزويد كل متسابق بساعة خاصة بالسباق، وفي الصباح يتم إطلاق الحمام من النقطة المخصصة تحت إشراف لجنة خاصة، ويتم انتظار الحمام لحين عودته للبيت الخاص به، وحينها يتم احتساب الزمن الذي استغرقه في الوصول بدقة متناهية وفق البرنامج الحاسوبي المخصص لهذا النوع من السباق.
تجدر الإشارة إلى أن الحمام الزاجل يتمتع بمواهب أودعها الله سبحانه وتعالى في جسمه تمكنه من الملاحة الجوية بحيث لا يضل السبيل ولا يخطئ الهدف. والعرب أول من فطن إلى ميزات هذا النوع من الحمام فاستخدموه في البريد ونقل الرسائل الحربية. ويقال إن أول رسالة حملها الحمام في التاريخ عندما أرسله سيدنا نوح ليبحث عن الأرض التي يستطيع أن يرسو عليها بسفينته، وقام الحمام بتلك المهمة خير قيام، إذ عاد وهو يحمل غصن الزيتون، ومن هنا أصبح الحمام وغصن الزيتون رمزاً للسلام، ومع التقدم والتطور التكنولوجي لم يعد الحمام الزاجل يقوم بهذه المهمة إلا أن الاهتمام به لم يتوقف، فهناك العديد من الهواة الذين يقومون بتربيته وإنشاء نواد للعناية به وتدريبه ليس لحمل الرسائل وتوصيلها وإنما للمنافسة في سباقات الحمام التي تقام سنوياً والمنتشرة على مستوى العالم.