فاطمة العتيبي
«تنطوي دعوة رورتي الفيلسوف الأمريكي على ضرورة انفتاح الثقافة الغربية بعامة، والأمريكية بخاصة، على الآخر. وهو، في نظره، مطلب إنساني وحاجة قابلة للتهذيب عن طريق تربية أخلاقية مناسبة، وهو ضرورة» ترتقي بالبشر إلى ما فوق مستوى التواضع.. وتربية كهذه تحاول أن تصعِّد الرغبة لتحل، وبطريقة ملائمة، التوق إلى الحرية والمواجهات المفتوحة بين الكائنات البشرية، محل العلاقات المتواضعة للحقائق فوق الإنسانية، المواجهات التي تبلغ ذروتها سواء في اتفاق بين الذوات، أو في تسامح متبادل. وينطوي موقف رورتي هذا على بعد إنساني عميق، وطموح إلى تجاوز عرضية العيش في التثاقف، وأمل في إنتاج ثقافة جديدة تنطوي على مضامين إنسانية أهمّها، التعدّدية بدل القطب الواحد، والتسامح مع المختلف بدل إلغائه، والحوار مع الآخر بدل إخضاعه».
لكن ثمة أمريكيين لا تروقهم دعوة رورتي لأنه بذلك يلغي آحادية الهيمنة والخضوع للتاريخ والغيبيات ويبدد المسافات بين البشر ويجعل القيم الإنسانية وما يفعله الإنسان لأخيه الإنسان هو الهدف الأعظم.
رورتي المتسامح من يشبه؟
وأعداء رورتي من يشبهون؟
إن مد التغيير وصراعاته واحدة بين الشعوب، فالقديم دائما يعتبر نفسه الأصيل، ويعتبر الحديث بمثابة الدخيل.
كنت أزور أمريكا...
لكن أن تجلس على مقاعد الدرس والتفكير وتقرأ الجديد لديهم وتناقش فيه فهذا مدهش!