عندما كتبت بعض الأفكار والمقترحات حول مكتبة سدير الوثائقية التي تفضل بإنشائها ورعايتها وإدارتها ابن الروضة وسدير البار الأستاذ عبدالله بن محمد أبابطين كانت مبنية على ما نشره أخي الأستاذ عبدالله، في صحيفة الجزيرة الغراء بتاريخ (27-3 -1436هـ، الموافق 18- 1-2015 م) واعترف أني لم اطلع على واقع تلك المكتبة وبرامجها وخططها، ولا شك أن هذا تقصير مني، فالروضة لا تبعد عن بلدتي العودة سوى أقل من عشرين كيلاً، والروضة كانت بلدة جدي مزروع بن رفيع، عندما قدم إليها من قفار، ومقر أبناء عمومتي الماضي والدامغ والكلابا والفارس والدجين وغيرهم.
وقد تشرفت بالمشاركة في حفل افتتاح هذه المكتبة برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ونجله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن أحمد بن عبدالعزيز. والواقع أن ما أشار إليه أخي الأستاذ عبدالله أبابطين من أنه مقلد لمنجزاتي في العودة إنما هو غير صحيح فأنا المقلد والمتبع لما حققه نفسه في الروضة وقد قطع شوطاً كبيراً في رفعة شأن الروضة، أما نحن في العودة فلا زلنا في البدايات، ونسأل الله العون والتوفيق.
كما أن ما أوضحه أخي الشيخ عبدالله يثبت أن المكتبة قد سبقتنا إلى ما نريد، وحققت أكثر مما كنا نتوقع، ودخلت في مجالات لم تخطر لنا ببال، وهذا يدل دلالة واضحة أن إدارة المكتبة لديها نظرة بعيدة المدى ورغبة صادقة أن تكون المكتبة الأولى على مستوى المنطقة.
لقد سررت جداً بإثارة هذا الموضوع على صفحة الوراق في جريدة الجزيرة الغراء لأنني مدرك أن كثيراً من أبناء المنطقة، فضلاً عن أبناء المناطق الأخرى لا يعرفون عن هذه المكتبة، ولا بما تقدمه من خدمات جليلة، مثل تخصيص قسم لكل مدينة من مدن إقليم سدير، استعداد إدارة المكتبة بخدمة الباحثين بما يحتاجون إليه من كتب ومخطوطات، واستعداد المكتبة لتزويد المكتبات الأخرى ووزارة الثقافة والإعلام بنسخ مما يصدر عن سدير، واستعداد المكتبة لطبع ألف نسخة من كل كتاب يتحدث عن منطقة سدير، وعن أي من مدنها (مجاناً)، ودعم أي طالب في الجامعة يقوم بإعداد دراسة عن مدن سدير وتحمل المكتبة كافة النفقات، وتخصيص قسم لكل متبرع بمكتبة أو جزء من مكتبة من أهالي سدير وتحمل اسم المتبرع، وتكون محتويات القسم متاحة لمن يريد الاطلاع عليها بالاستفادة منها في حياته أو بعد مماته، هذا بالإضافة إلى تبني مكتبة سدير والملتقى الثقافي بالروضة لعقد ندوات وذلك بالتنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز وأن باكورة ذلك البرنامج ستكون عن المؤرخ المشهور ابن بشر -رحمه الله-.
لقد كانت لفتة كريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حينما أمرنا عند التخطيط لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض منذ ما يربو على ثلاثين عاماً بأن تكون ثلاث مكتبات وليست مكتبة واحدة الأولى للرجال، والثانية للنساء والثالثة للأطفال، ومن حسن الطالع أن تضم مكتبة سدير الوثائقية تلك الأقسام الثلاثة بل تزيد عليها في خطوة تنم عن إعطاء كل تخصص حقه من الاهتمام فهناك قسم الأبحاث، وقسم الزراعة وقسم أطلس المياه، وآخر لقاموس اللغة العربية، وآخر للكتب الدينية وغير ذلك.
لقد صدق الشيخ عبدالله أبابطين في أن الدعم من مؤرخي وكتاب وأساتذة وطلاب منطقة سدير هو الأساس لبقاء هذه المكتبة، واستمرارها وتحقيق طموحات مجلس إدارتها وأهدافها مرة أخرى أبارك لأخي عبدالله، ولكافة أسرة أبا بطين، ولأهل روضة سدير، بل لكافة سكان محافظة المجمعة (سدير) على هذا المشروع الثمين والقيم، والمبارك بمشيئة الله، وأدعو جميع أبناء المنطقة وغيرهم إلى التعاون معه والاستفادة منه، ودعمه بكل ما يحتاج، وأشكر صحيفة الجزيرة الغراء على طرح مثل هذه الموضوعات الغنية والمفيدة، والأستاذ يوسف بن محمد العتيق، وراق الجزيرة على متابعته وذكر هذه الأمور.
وما التوفيق إلا من عند الله العزيز الحكيم،،،