قال الشاعر القديم:
نبني كما كانت أوائلنا تبني
ونفعل فوق ما فعلوا
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - بعد أن وطد دعائم انطلاقة البناء وأتقن وأحسن الاختيار والتوجيه، قال في اجتماع مجلس الوزراء الموقر (بالأمس أمامي رجال اخترتهم لنهضة الوطن، والمؤمل فيهم الخير، وقد اجتمعنا اليوم بمجلس الوزراء وأوصيتهم بالمواطنين وتحقيق ما نتطلعه لوطننا).
نعم.. صرح بذلك سلمان الحكمة والرأي السديد أمام الملأ، وقد أحس وهو يدخل مرحلة جديدة من المسؤولية العظيمة، تجاه أمته ووطنه، بأن الحمل ثقيل، وأن الأمانة جسيمه، مؤكِّداً على من اختارهم بمواجهة هذا الحمل، وهذه الأمانة، بقوة ومصداقية وعزم لا يلين، وأن يكونوا عند حسن الظن والاختيار والثقة وتحمل المسؤولية أمام الله ثم أمام شعبهم وقيادتهم وأمتهم، لتحقيق الرسالة السامية المنوطة بهم، وهي خدمة أمتهم ووطنهم وقيادتهم بإخلاص وجدارة وأمانة وفق الآلية المنظمة لذلك.
أجل.. لا غرابة أن يصرح سلمان الملك الإِنسان بذلك.. فقد تشبع بالخبرة والدراية والمعرفة والأفكار النيرة والعقل المدبر من مدرسة المؤسس الأول جلالة والده الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - وصقل هذه الصفات عملا وتخطيطا فترة قد تزيد على ستين عاما تكللت بالإنجازات الرائدة في شتى شؤون البلاد نهضة ورقيا وتطويرا.
وها هو اليوم يواصل المسيرة المظفرة ليصل بشعبه إلى أوج تطلعاته وآماله وسعادته دنيا وأخرى.. واضعا نصب عينيه تقوى الله ومخافته في السر والعلن وتحكيم العدل وفق شرع الله وتعاليم الدين الحفيف.. دستور البلاد الخالد.
لقد كان للأوامر الملكية والخيرية التي أصدرها ابان تقلده حكم البلاد صداها الواسع والحسن ليس على مستوى البلاد فحسب بل على مستوى العالم، والتي تمثل في تنوعها من حيث الاختصاصات والأفراد نقلة ريادية وتنظيمه وإنجازيه تسجل في تاريخ البلاد بمداد من نور، وتتوارثها الأجيال الحاضرة والقادمة.
كان الله في عون سلمان وبارك في خطاه ومده بالقوة حاضرا ومستقبلا، وجعله ذخرا لشعبه وأمته، يتقن البناء، ويحسن الاختيار، ويوطد بعد الله عرى الأمن والأمان والاستقرار.