هذا الرجل عشقه الناس، وأحبه الجميع، وقدّره العالم، واحترمه الأعداء.. هذا الرجل فتح قلبه لنا ففتحنا قلوبنا له، عشنا كلماته كلمة كلمة، وقراراته قرارا بعد قرار، وتوجهاته ورؤاه ووقفاته، دائما وأبدا فوق الاستثناء من الإخلاص لوطنه ولأبناء وبنات شعبه..
هذا الرجل دخل منازلنا وأحاديثنا وهواتفنا وحواسيبنا ومواقعنا وكتبنا وصحفنا وكل أشيائنا واحتل الصدارة وتربع على عرش القلوب.. عبدالله بن عبدالعزيز رجل الدولة ومحبوب الشعب وقائد الأمة ومنصف المظلوم ونصير الحق.. حالة استثنائية من الوفاء والحب والإخلاص والتضحية..
ما أتعسها من أخبار عندما دخل مستشفى أو راجع عيادة أو وقف على رأسه الأطباء، هنا وفي مثل تلك اللحظات يقف الشعب السعودي رجالا ونساء، شيوخا وأطفال، مقيمين ومسافرين، طلابا وموظفين، داخل بلادنا وخارجها، يتأملون هذا الخبر ويرفعون أياديهم له بخالص الدعاء أن يهبه الشفاء العاجل والعودة الميمونة والابتسامة المعهودة.. لقد امتلأت الأحاديث بين أبناء وبنات شعبنا السعودي الوفي كلها تدعو لهذا الرجل في صلواتنا وأوقاتنا حتى يواصل مسيرة البناء والرخاء لهذا الوطن الكريم..
طلابنا في مدارسنا وفي جامعاتنا وطلابنا في بعثاتهم خارج المملكة يرفعون صوره ويكتبون اسمه ويدعون له، كما هم مع باقي أفراد أسرتنا السعودية من الرجال والنساء الكبار والصغار، جميعهم على قلب واحد، يلهجون له بالدعاء المخلص إلى رب العزة والجلال أن يخرج قائد هذه البلاد وملهم الأمة من وعكته الصحية ويلبسه ثوب العافية ويرزقه الشفاء العاجل... ونحمد الله أن منّ عليه بالشفاء وأعاده إلى أهله وأسرته وشعبه وأمته بالخير والعافية..
إن العلاقة التي تربط قيادة هذه البلاد بشعبها هي من أميز وأنبل العلاقات التي تربط بين قيادات الأمم وشعوبها، ولا شك أن هناك قيادات محبوبة وشعوب مخلصة، لكن الاستثناء مع رجل مثل عبدالله بن عبدالعزيز أن الحب الذي يكنّه الشعب له هو حب جارف للصغير والكبير والرجال والنساء، ومن الجميع دون استثناءات، إلا من خرج عن نهج الأمة واختار التطرف فكرا ومسلكا.. هؤلاء لا نريدهم فقد لفظهم الصغير والكبير واختاروا أن يكونوا خارج أسوار الحق بعيدين عن جمع الأمة واعتصامها..
عبدالله بن العزيز فرض احترامه أمام قادة دول العالم، استرعى اهتمامهم حتى قبل أن يتقلد مناصب الدولة العليا لسببين رئيسين؛ أولهما أنه يحظى بحب شعبه له وهذي من كبرى مسببات الاستقرار للأمم؛ وثانيهما أنه يدافع عن قضايا وطنه وأمته بإخلاص وتفان. ومن قبل وبعد هذين السببين يتسم عبدالله بن عبدالعزيز إلى جانب تواضعه بالحكمة في إدارة الشأن العام ومواجهة قضايا الوطن والأمة. وحكمته مرتبطة برؤيته العميقة واستشرافه المستقبلي نحو القضايا والتحديات، وما أكثرها في هذا الوقت وفي منطقتنا على وجه الخصوص.
«من نحن بدون المواطن السعودي» التي ارتجلها عبدالله بن عبدالعزيز في إحدى وقفاته الخالدة، هي نموذج في العلاقة الحميمية بين القيادة السعودية والمواطن، وترجمها عبدالله بن عبدالعزيز في منهج عمل فرض أولوية المواطن على كل أولويات الأجهزة التنفيذية في الدولة، وألزم الوزراء ومن في حكمهم باستقبال المواطنين وتلبية متطلباتهم وتلمّس احتياجاتهم، وفرض عليهم أن يذهبوا إلى المواطن ولا ينتظرون حتى يأتي إليهم، كما ألزمهم بمتابعة المشروعات التنموية وعدم تأخر تنفيذها، وأوجد مفهوم التنمية المتوازنة بين المناطق في المملكة كافة، حيث حظيت المناطق كافة باهتمام كبير من طرق وخدمات تعليمية وصحية واقتصادية واجتماعية..
عبدالله بن عبدالعزيز يعد حالة استثنائية تمثل إخوته في القيادات السعودية على مرّ التاريخ، فقد زرع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في أبنائه الملوك الذين أتوا من بعده روح التواضع أمام المواطن وحب الوطن أمام المصالح الأخرى، وهكذا جاء ملوك الدولة السعودية الحديثة مجندين بالتواضع ومتوشحين بحب المواطن، بارين بوطنهم، حاملين همومه ومدافعين عن قضايا أمتهم العربية والإسلامية.