إن هذا المَصاب الذي ألمَّ بالوطن بوفاة ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله وغفر له- أحزن القاصي والداني، فهو ليس مصاب الشعب السعودي الكريم فقط بل هو مَصاب للأمة العربية والإسلامية على السواء، فكم من المواقف الحرة الشجاعة اتخذها أثناء حكمه الميمون ليدعم بها الدول العربية والإسلامية، وكم كان محباً للسلام أن يعمَّ على المنطقة العربية، وكشف بمبادرته الشجاعة لإقرار السلام في المنطقة العربية خبث الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، كما دعم الكثير من البلدان حول العالم بمواقفه الكريمة، وجعل للمملكة مكانة عالية على المستوى الإقليمي والعالمي برؤيته الثاقبة.
إننا نرفع خالص العزاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولكافة الأسرة الحاكمة والشعب السعودي في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، جعل الله قبره روضة من رياض الجنة، وأدخله فسيح جناته.
لقد قدم المغفور له بإذن الله الملك عبدالله إنجازات لا تعد ولا تحصى على المستوى الداخلي أيضاً، وحافظ على المملكة العربية السعودية وسط الحروب والاضطرابات المحيطة بالمنطقة، وقاد السفينة إلى بر الأمان، موفراً الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للشعب السعودي الكريم، كما أطلق الكثير من المشاريع الاقتصادية العملاقة على أرض المملكة، وقفز بها قفزات كبيرة لتنطلق وسط الدول الكبرى وتتبوأ المكانة العالية التي تستحقها.
فكم من جامعات شيدت بأرقى الأساليب ليتيح للمواطن السعودي أفضل خدمات التعليم، وكم من مدن صناعية عملاقة ارتفع بنيانها على أرض المملكة لتتحرك معها طاقات الشعب السعودي، وتنمو من خلالها الاقتصاديات الضخمة؛ فتعود بالنفع على المجتمع، وكم من مدن طبية ومستشفيات على أعلى المستويات توفر أحدث أساليب العلاج للمواطنين جميعاً، والكثير الكثير الذي لا تستطيع الدول الكبيرة إنجازه إلا في عشرات السنوات، بينما أنجزها الملك عبدالله -رحمه الله- في تسع سنوات فقط.
إن المسيرة العظيمة للمملكة العربية السعودية التي انطلقت لن تتوقف بمشيئة الله عز وجل، بفضل السياسات الرشيدة التي تنتهجها المملكة، فها نحن نرى ثوابت سياسية راقية تتمثل في تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قيادة الوطن، وسط مبايعة كاملة من الشعب السعودي الكريم، ليظل الوطن مُنعَّما في استقراره السياسي ومن ثمَّ الاقتصادي والاجتماعي.. رحم الله فقيدنا، وألهمنا الصبر والسلوان.
عدنان النعيم - الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية العمومية للسيارات